التعليم والداخلية يستحوذان على نصف مناصب الشغل برسم ميزانية 2014

تُشير المعطيات المتضمنة في مشروع ميزانية 2014، إلى عجز الحكومة  في التحكم في كتلة الأجور، التي ستلتهم أزيد من ثلث الميزانية، بما قيمته 103 ملايير درهم ، أي بزيادة حوالي 5 ملايير درهم، مقارنة مع السنة الماضية، وذلك رغم الجهود التي بذلتها الحكومة للحد من هذا النزيف، من خلال بعض الإجراءات التي تهم بالخصوص الحد من التوظيف المباشر في القطاع العام.

 وكانت الحكومة أمام ضغط ارتفاع كتلة الأجور، قررت عدم توظيف العاطلين حاملي الشهادات العليا، ومنهم على الأخص المجموعات الموقعة على محضر 20 يوليوز، رغم صدور حكم قضائي يقضي بتشغيلهم، كما ألغت الحكومة التوظيفات المباشرة في الوظيفة العمومية في أفق الحد من تضخم الموظفين وترشيد عملية التوظيف التي ينبغي أن تخضع لمنطق الحاجيات، وليس لاستيعاب أفواج العاطلين  بأي ثمن وبغض النظر عن متطلبات سوق العمل وحاجيات الإدارة.
وانصب عمل الحكومة على التحفيز على التشغيل الذاتي، لكن هذه الآلية لم تعط الثمار المرجوة، كما اهتمت الحكومة بتطوير القطاع الخاص لجعله عامل استقطاب للباحثين عن العمل، لكن دون جدوى.

 ويصل عدد مناصب الشغل المحدثة برسم مشروع ميزانية 2014  إلى 17.925 منصب شغل، تخصص غالبيتها لقطاع التربية الوطنية الذي سيستفيد من 7000 منصب شغل وقطاع الداخلية الذي خصص له 4000 منصب شغل، ثم قطاع الصحة الذي سيستفيد من  2000 منصب شغل.

ويتذيل قطاع التجارة الخارجية لائحة القطاعات المستفيدة من مناصب الشغل إذ لم يخول له مشروع قانون المالية الجديد سوى منصب واحد، متبوعا بقطاع التشغيل والشؤون الاجتماعية   بخمسة مناصب شغل فقط، والعدد نفسه بالنسبة إلى قطاع التكوين المهني.

وتراهن الحكومة على خفض معدل البطالة إلى حدود 8 في المائة في غضون 2016، رغم إكراهات سوق الشغل، علما أن القطاع الخاص ما يزال يوظف القسط الأكبر من العاطلين عن العمل بنسبة 90 في المائة. ولا يتعدى عدد مناصب الشغل المحدثة خلال العشرية الأخيرة 162 ألف فرصة عمل في المتوسط، وهو معدل غير كاف لتحريك عجلة النمو واستيعاب الأعداد المتزايدة من الباحثين عن العمل. ويعد قطاع الخدمات المشغل الأول في المغرب. ويعاني سوق الشغل  اختلالات  كبرى بسبب تدفق أعداد متزايدة من الباحثين عن العمل، وضعف آليات الوساطة في التشغيل، والتي ما تزال تعتمد على الاتصال المباشر بأرباب العمل، أوعن طريق الأقارب والمعارف.

جمال بورفيسي