السلالم والأبراج الهيدروليكية لشاحنات الاطفاء وأهميتها في الإطفاء والإنقاذ


	السلالم والأبراج الهيدروليكية وأهميتها في الإطفاء والإنقاذ

إن التطور العمراني الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الثلاثين سنة الماضية قد استلزم مواكبة وتطوراً مماثلاً في نوعية المعدات والآليات المستخدمة في مواجهة الحوادث المختلفة سواء كانت حرائق أو غيرها تستلزم مكافحة أو إخلاءً أو إنقاذ أفراد أو ممتلكات ثمينة. فبعد أن كانت ارتفاعات البنايات لا تتجاوز الخمسة طوابق في كثير من الأحيان في أوائل ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي وحتى أوائل التسعينيات إلا فيما ندر حيث وصلت ارتفاعات بعض المباني إلى إثني عشر طابقاً أو حتى إلى ما يقارب العشرين طابقاً في العاصمة أبوظبي وفي مدينة دبي على وجه الخصوص ، ولكن الأمر لم يشكل ظاهرة بالنسبة لوجود البنايات شاهقة الارتفاع أو ما يسمى بالأبراج السكنية أو التجارية إلا منذ بداية التسعينات في مدن مثل أبوظبي ودبي بصفة خاصة ، ويأتي بعدها مدن أخرى مثل الشارقة وعجمان والفجيرة ، حتى أننا نجد حالياً بعض الأبراج التي تصل ارتفاعاتها نحو 40 طابقاً أو يزيد. فكان لابد لمعدات الدفاع المدني وآلياته أن تواكب هذا التطور في الارتفاع نحو عنان السماء بعيداً عن سطح الأرض. فبعد أن كانت سيارات الإطفاء – في الماضي ومازالت – تحمل على أسطحها السلالم المعدنية التي تفرد يدوياً للوصول إلى الطوابق العليا بارتفاعات لا تتجاوز12- 14 متراً أي خمسة طوابق على الأكثر،نجد أن سيارات الدفاع المدني التي تستخدم في عمليات الإطفاء والإنقاذ قد تطورت أيضاً من حيث قدرتها على الوصول إلى ارتفاعات أكبر حتى وصلت حالياً إلى ما يقارب التسعين متراً أي حوالي ثلاثين طابقاً أو ما يزيد وهي ما يطلق عليها السلالم والأبراج الهيدروليكية التي هي موضوع حديثنا في هذا المقال حيث سنعرض لأهم أنواعها واستخداماتها وميزات كل نوع عن الآخر.

السلالم والأبراج الهيدروليكية

يخصص لهذه السلالم أو الأبراج سيارات خاصة لحملها ، حيث تبنى أو تركب على شاسيهات ( هياكل ) ثقيلة ، وهي تعمل ميكانيكياً وهيدروليكياً ، وتأخذ حركتها وطاقة دورانها ( ضغط الزيت الهيدروليكي العالي ) عن طريق ناقل حركة خاص من محرك السيارة الرئيسي يسمى Power Take Off أو P.T.O الذي يشغل مضخة هيدروليكية رئيسية، وهي بأطوال من 15 إلى 88 متراً حتى الآن، ونظراً للطبيعة الخاصة لهذا النوع من الآليات من حيث ارتفاع أجزائها ( السلم أو البرج ) إلى ارتفاعات كبيرة في الهواء - كما ذكرنا- فإن أهم ما يجب أن تشتمل عليه هو تجهيزات إضافية تضمن سلامة الآلية والعاملين عليها بل والمصابين الذين يتم إنقاذهم بواسطتها ، وهذه التجهيزات تكون في الأساس عبارة عن عدة مضخات هيدروليكية احتياطية تعمل في حالة فشل المضخة الرئيسية في العمل لأي سبب من الأسباب ، وإذا فشلت إحداها كذلك تعمل الأخرى ، هذا بالإضافة إلى العديد من التجهيزات الأخرى لضمان أمان وسلامة جميع أجزاء الآلية أثناء عملها أو استعدادها لأداء العمل المنوط بها. وتنقسم السلالم والأبراج الهيدروليكية إلى نوعين أساسيين هما:السلالم التلسكوبية ذات القاعدة الدوارة ، والأبراج أو المنصات الهيدروليكية المفصلية ، ونوع ثالث يجمع بين النوعين السابقين وهو السلالم الهيدروليكية ذات الوصلات المفصلية.

السلالم التلسكوبية ذات القاعدة الدوارة Turntable Telescopic Ladder

تتكون من عدة وصلات منزلقة ذات درج يشبه درج السلم العادي إلا أنه أكبر حجماً وأكثر اتساعاً ، ويتم التحكم في زاوية ميل السلم واتجاهه بواسطة اسطوانات ضغط هيدروليكية ، وتدور قاعدة السلم حول محورها دورة كاملة أي 360 ْ ( درجة ) وذلك على ارتفاعات حسب قدرات السلم وتوصيات جهة صنعه.

وقد تزود هذه السلالم بأقفاص معدنية خفيفة تركب في نهاية الوصلة وتكفي لحمل فرد أو اثنين ، وقد تزود بقاذف مياه في نهاية الوصلة أو في القفص نفسه ، ويمكن استخدام هذه السلالم في الإطفاء والإنقاذ حيث يمكن أن يزود السلم كذلك بمصعد لإخلاء الأفراد. كما أنه يمكن أن يستخدم درج السلم في الإخلاء كذلك بحيث يمكن نزول 12 فرداً أو يزيد موزعين بالتساوي على ارتفاعات درجاته المختلفة .

وتجهز السيارة حاملة السلم - كما هو الحال في بقية أنواع السلالم والأبراج - بأربع ركائز هيدروليكية أفقية ورأسية حيث يوجد اثنان منها على كل جانب من جوانب السيارة ، وذلك لحفظ توازن السيارة والسلم أثناء التشغيل ورفع وخفض السلم. ويصل أقصى ارتفاع لهذا النوع إلى حوالي 54 متراً عند الفرد الكامل لجميع وصلات السلم.

الأبراج أو المنصات الهيدروليكية Ariel Platform

يتكون البرج أو المنصة الهيدروليكية من ذراعين أو ثلاثة ترفع بحركة مفصلية بواسطة أسطوانات هيدروليكية ، ويبنى ذلك التجهيز فوق شاسيه ثقيل على قاعدة دوارة أيضاً ، ويركب قفص أو برج يتسع لعدد من الأفراد يصل إلى أربعة من الأوزان المتوسطة ، ويزود بقاذف علوي للمياه ، ووسيلة اتصال. ويمكن تشغيل بعض الأنواع من القاعدة أو من البرج للتحكم في الاتجاه أو الارتفاع ويزود أيضاً هذا النوع بركائز للتوازن ويمكن استخدامه في الإطفاء والإنقاذ.

ويتميز السلم ذو القاعدة الدوارة – السابق الحديث عنه - عن هذا البرج الهيدروليكي المفصلي بأنه أكثر قدرة على المناورة ولا يحتاج لمكان متسع لتشغيله. وكذلك فإنه يمكن استعمال الأول كدرج بينما لا يعمل الثاني إلا بالرفع والخفض الهيدروميكانيكي.

إلا أن هذا الأخير يتمتع بميزة لا تتوفر للنوع الأول ألا وهي إمكانية استخدامه في عمليات الإطفاء أو الإنقاذ على مستوى منخفض عن سطح الأرض كما هو الحال في العمل أسفل الجسور أو في الوديان العميقة.

وأحدث ما أنتج من هذا النوع في السنوات الأخيرة على مستوى العالم هي أبراج بارتفاعات 68 متراً ، و72 متراً ، و88 متراً ، وهذا الأخير– المزمع ضمه إلى الخدمة قريباً في الدفاع المدني بالدولة - يعتبر الأعلى والأحدث حيث يحتوي على نظام إلكتروني لتشخيص الأعطال عن بعد يعمل بنظام جي. إس.إم بواسطة الأقمار الصناعية مرتبط مع الشركة المصنعة له على مدار أربع والعشرين ساعة. كما يحتوي على كاميرا تعمل عن بعد بواسطة ( ريموت كنترول ) مثبتة في القفص بحيث ترسل صوراً ملونة إلى شاشة المراقبة الموجودة على لوحة التشغيل على المنصة الدوارة أسفل البرج ، كما يحتوي على نظام يعمل بتيار نفاث من الماء يمكن أن يستخدم في الإطفاء أو يستخدم في قطع جدران الطابوق حتى سمك 100مم أو الزجاج المدعم حتى سماكة 30مم بالإضافة إلى جميع أنواع المواد التي تصنع منها أسقف البنايات والمنشآت المختلفة. كما أنه مزود بمولد للكهرباء مثبت على المنصة الدوارة ويعمل هيدروليكياً لإنارة الأضواء الساطعة التي تثبت على القفص.

السلم الهيدروليكي المفصلي Arieal ( Articulated ) Ladder Platform

هذا النوع يجمع بين النوعين السابقين من حيث احتوائه على وصلات هيدروليكية مفصلية وأخرى تلسكوبية مما يتيح له خاصية امتداد رأسي أعلى خاصة في الوصلة الأخيرة. وقد يكون عبارة عن برج مياه فقط أي يستخدم في المكافحة بواسطة المونيتور ( قاذف المياه ) المثبت في أعلى وصلاته بواسطة التحكم عن بعد من على المنصة الدوارة أسفل البرج ، أو يثبت ( المونيتور ) في القفص ( السلة ) إذا كانت مثبتة في نهايته حيث يشغل من السلة بواسطة الإطفائيين أو من أسفل بواسطة مشغل السيارة ( السائق ) . أو يكون عبارة عن سلم يستخدم كذلك في الإنقاذ بالإضافة إلى السلة لزيادة عدد الأشخاص المصابين أو المحصورين الذين يمكن إنقاذهم في نفس الوقت. وكما رأينا فإن هذا النوع الأخير يعتبر أفضل الأنواع لاحتوائه على معظم المزايا الموجود في النوعين الأخيرين إلا أن وجود السلم الجانبي على وصلاته المختلفة يزيد في وزنه الإجمالي مما يحد من القدرة على الوصول به إلى ارتفاعات شاهقة مثل النوع الثاني الذي وصل حتى ما يقارب التسعين متراً ، أما هذا النوع فنجد أن أقصى ما وصل إليه من ارتفاع لم يتجاوز 54 متراً حتى الآن.

اختبار السلالم والأبراج الهيدروليكية وصيانتها

قبل دخول هذا النوع - من الآليات الثقيلة ذات الأهمية القصوى –الخدمة الفعلية يجب أن تفحص جميع أجزاؤها بدقة مثلها في ذلك مثل بقية أنواع الآليات المستعملة في الدفاع المدني كسيارات الإطفاء والإنقاذ ، وأن تجرى عليها الاختبارات اللازمة - أثناء مراحل التصنيع وبعد انتهائها – في المصنع تحت إشراف الدفاع المدني للتأكد من جودة وسلامة جميع أجزائها ومطابقتها لجميع المواصفات الفنية واشتراطات الأمان والسلامة السابق تحديدها بواسطة الدفاع المدني قبل البدء في تصنيعها.

أما في حالة العطل - بعد دخولها الفعلي للخدمة - أو حدوث خلل أثناء التجريب أو التشغيل في الحوادث يجري فوراً إرسال الآلية بمذكرة بنوع العطل لورشة الإصلاح والصيانة التابعة للدفاع المدني أو التابعة لمشاغل وزارة الداخلية لإصلاح العطل. وتتم الصيانة الدورية لهذا النوع من الآليات ( السلالم والأبراج ) حسب تعليمات المنتج ( المصنع ) وكتيبات الصيانة والتشغيل الخاصة بها ، على أنها لا تختلف كثيراً عما سبق بيانه - في مقال سابق – بالنسبة لصيانة سيارات الإطفاء إلا فيما يتعلق بهيكل السلم أو البرج والتجهيزات الهيدروليكية الخاصة بها ونظام نقل القدرة أو الحركة.

ويراعى في جميع الأحوال تجريب ( اختبار ) الآلية دورياً ومراعاة المواعيد المحددة في تغيير الزيوت والشحوم وسائر خدماتها حتى تظل دوماً في حالة جيدة وجاهزية ممتازة للقيام بدورها الهام في عمليات الإطفاء والإنقاذ في الحوادث المختلفة للمحافظة على الأرواح والممتلكات وبالتالي تحقيق السلامة والطمأنينة للمجتمع وأفراده الذي هو غاية العمل الشرطي في النهاية.