عندما تورث المناصب التوظيف العمومية…

في إطار المبارة التوظيفية التي نظمتها جماعة تيسفان في شهر فبراير المنصرم، والمتعلقة بتوظيف محرر ومساعد تقني، التي أسالت كثيرا من اللعاب عوض المداد، هذا طبعا لجهل الناس، لذا يكتفون بالكلام فقط. هذه المباراة التي شباها ما شباهها من الزبونية والمحسوبية و “باك صاحبي”، وبذلك ادخلها ضمن القائمة السوداء للفساد منذ الخطوة الأولى لتنظيمها، فقد لجأ المنظمون وابرزهم رئيس الجماعة الى إقامة المباراة في مجموعة مدارس بنو مرين دون ذكر اسم الدوار التي تتواجد بها هذة المؤسسة في ورقة الدعوة، وذلك لصد ما يمكن صده من المترشحين، إما لجهلهم للمكان أو لبعد المسافة عن المقر الرئيسي للجماعة ب 10 كلم، هذا فيما يخص بمكان إجراء الإختبار.

أما الإنتقاء الأولي للمترشحين فأمر اخر، يبين مدى قدرة وشطارة رئيس الجماعة ليس في تسيير وتدبير أمور الجماعة تحقيقا للصالح العام، بل يبين حنكة الرئيس في استخدام السلطة تحقيقا لمصالح شخصية جشعة لتوريث مناصب الجماعة لعائلته.

فقد لجأ الى استبعاد خصوم ابنته من المترشحين لكي تنفرد وحيدة وبالتالي الظفر بالمنصب لعدم وجود منافس، وقد تدرع بعذر للمنافس المستبعد على انه ذو مستوى عالي، وهنا نسجل هل نبحث عن الكفاءات العالية ام عن مستوى متدني (ابنته).

ولم تقف لهفة الرئيس وبيروقراطيته بتوظيف ابنته فقط، بل تعدته الى البحث عن موطئ قدم في الجماعة لإبن اخيه، وهذه المرة لجأ الى مكر وسحر اخر، حيث فكر ان نفس الخطة التي دبر بها الأمور لابنته لا تجدي نفعا، لأن المترشحون لهذا المنصب كثر، وبالتالي الأعذار الكفيلة باستبعادهم مستحيلة.

ومع ملكة سعادة الرئيس في التوظيف العائلي، كان عليه لزاما عقد شراكة في “التخلويض” مع جشع أخر هو رئيس جماعة سيدي بوعل، الذي يبحث هو الأخر عن تعيين ابنه في المنصب الشاغر بجماعته، وبالتالي لجأ هذان الرئيسان الى اتفاق مضمونه، أن ابن رئيس جماعة “سيدي بوعل” سيجري اختبار المباراة ضمن المترشحين في جماعة “تيسفان”، والعكس بالنسبة لإبن أخ رئيس جماعة تيسفان، الذي سيجري المباراة ضمن ألمترشحين لمنصب جماعة سيدي بوعل، على ان يتم تحويل كل واحد منهما الى جماعته الأصلية بعد مدة زمنية، وبالتالي الخطة قد تنجح ؟؟؟!!!

وتجدر الإشارة الى أن هذا السيناريو الدرامي الذي عنوانه “حيال لتوظيف عائلتك”، في طريق نجاح تصويره بكل من جماعة “سيدي بوعل” وجماعة “تسفان” حيث ان المعنيين سيجرون الإمتحان الشكلي (الشفوي) يوم 28 في هذا الشهر، إن لم يتم التدخل المسؤولين والمترشحين معا القابعين في نوم عميق وسكون زنزانة الصمت والخوف من المطالبة بحقوقهم التي تغتصب أمام عيونهم ولا من يستنكر الأمر، سيفلح كلا الرئيسين في اثبات جدارتهم في خرق القانون دون رادع لذلك، كأننا لسنا في دولة الحق والقانون التي يرعاها المنصور بالله زاده الله نصرا

جمال أكنسوس