من لا شغل له لا كرامة له
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم اخبار و الأراء التوظيف :: اخبار الوظيفة العمومية و التشغيل بالمغرب - Nouvelles de l'emploi
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
من لا شغل له لا كرامة له
عاطل ، معطل ، بطالي ، مخدامش (...)، كلها مصطلحات تصب في معنى واحد، وتزكي فرضية المثل القائل "من لا شغل له لا كرامة له "، فالعمل عبادة ، باعتباره الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الحياة الإنسانية المتوازنة ، وتوفر " الباءة " ، لقوله عليه السلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فل يتزوج .
قد لا يتصور الإنسان الفرحة الكبيرة والسعادة التي تغمر الشاب الباحث عن عمل ، عندما يحصل على شغل أو وظيفة معينة، والنظرة الإيجابية التي يشعر بها تجاه نفسه، ويستشعرها من خلال نظرات محيطه في الأسرة والمجتمع ، نظرات الاحترام والوقار تزداد كلما كان المنصب إداريا أو في سلم عال.
قد لا يتصور الإنسان أيضا نظرات الازدراء والاحتقار ، التي يستشعرها البطالي في قرارات نفسه ، من خلال نظر الآخر إليه ، النظرات التي تلتهب كيانه وتشتد قسوة عندما يكون الناظر الأسرة الصغيرة التي يبقى البطالي عالة عليها ما لم يجد لنفسه شغلا .
لم يحجز روزفلت الرئيس الأمريكي ، مكانا كبيرا في تاريخ أمريكا إلا بعد تطبيقه لنظرية (كينز) العالم الاقتصادي البريطاني ، الذي اقترح التوظيف المباشر للمعطلين ، في القطاعين العام والخاص، حلا رئيسيا للأزمة الاقتصادية العالمية التي عانتها أمريكا ، نظرية عرفت نجاحا كبيرا وأعطت ثمارا وحلت ما يمكن حله من مشاكل بعودة حركية عجلة الاقتصاد والاستهلاك إلى الدوران ، بعدما توقفت بشكل اضطراري.
نظرات الازدراء والاحتقار ، والكلمات الجارحة التي تهز المشاعر الإنسانية ، لم يسلم منها المعطلون ، من طرف رجل سليط اللسان ، صرح في إحدى خرجاته وتصريحاته المعتادة، والتي لا تحمل في طياتها سوى الزيادات والاهانات، قال بأن المعطلين يعانون من " خلل في الدماغ " ، الرجل عاجز عن إيقاف نزيف الفساد الذي تتخبط فيه البلاد مند فجر الاستقلال ، وعاجز عن تقديم رؤية شمولية لواقع البلاد الذي وعد به في إطار الحملة الانتخابية بفضح الفساد و المفسدين ، ولا يتوفر على رؤية ناضجة و تجربة وخبرة تؤهله لقيادة دولة ، ولا يفهم أساسا معنى التقشف الذي استهله بكم هائل من الوزراء ، قبل أن يقوم بزيادة أجور نواب الأمة، أكانت الهندسة الحكومية رغبة في الإصلاح ؟ أم توزيع المناصب على الأحزاب ؟، والحقيقة أن الحكومة مجرد " وزيعة " حين أدرج أمينين عامين لحزبين عريقين على رأس وزارة واحدة. الرجل عاجز على المسك بزمام الأمور ، بات يلوح بألفاظه يمين شمال ، متناسيا حكمة عبد الرحمان المجذوب القائل : " الصمت حكمة ومنه تتفرق الحكايم " ، لا يستطيع فعل شيء تجاه مطالب المغاربة والمعطلين على حد سواء ، فالواجب أن يصمت .
إن كانت الاحتجاجات والمظاهرات والشغل والكرامة حق دستوري، فلماذا يهان حملة الشواهد المعطلون المطالبون بحقهم أمام البرلمان؟... ولماذا تنهال السلطات بالعصي على رؤوس الأطر التي لا ذنب لها سوى أنها درست كذبة دولة الحك ودانون، أقصد " الحق والقانون".
لم يكن في حسبان الشعب ، أن اليد الملطخة بالمال العام والفاسد الذي يتكلم عنه الرجل، أرحم على البؤساء من اليد النظيفة الشريفة الراغبة في التغيير على حساب المستضعفين، لم يكن في حسبانهم انه سيطالبون بعودة الفساد ، لم يكن في حسبان المعطلين الذين ساندوا شعارات الحزب في الجامعات في إطار الحركات الطلابية المنتمية له ، ودعموه في الشارع وعبر الشبكات العنكبوتية ، لعل وعسى أن يحقق ولو قسطا من حلمهم ، وتوظيف الدفعة الثانية من المعطلين ، أن الرجل " قلب الفيستا " .
إن كانت البطالة مختلفة المفهوم، يفسرها البعض برغبة الشباب في التوظيف المباشر في القطاعات الحكومية. في حين يذهب البعض الآخر إلى القول على أن الشغل حق من حقوق الإنسان ومن واجب الدولة توفيره للشباب العاطل، لكن مهما اختلفت التصورات وتناقضت التعاريف ، تبقى البطالة شر البلايا إن لم نقل جالبة البلايا التي تذهب فيها الشابات إلى امتهان أقدم مهنة في التاريخ، ويذهب فيها الشباب إلى التشرميل والسرقات ، وتناول المخدرات ، أو إلى طلب الرزق الحلال بتجارة صغيرة في الشارع يبقى مضطهدا من طرف السلطات .
المغرب العميق ، أو المغرب الغير النافع ، لا محل له من الإعراب في قاموس الوظائف أو المشاريع المدرة للدخل الفردية أو الجماعية ، أو التمويلات المقاولاتية التي يكاد يبح صوت الإعلام الحكومي بإشهارها لكن لا جدوى لها ولا معنى في ظل الزبونية و المحسوبية، لا مكان للمغرب العميق في الخارطة التنموية للبلاد .
سادت البلاد حركة من التغيير ، على مستوى الحكومة ، والمسئولين في الإدارات الترابية من عمالات و أقاليم ، إقليم إفران بعامله القديم و الجديد و نوابه وجماعته المحلية ، ووزيره الذي يخفي بين ابتسامته المعتادة ، كلاما كثيرا عن الحالة المزرية التي يعانيها شباب إفران .
مرت على الولاية التشريعية ما يقارب الثلاث سنوات ، و شهورا على تنصيب العامل الجديد بإقليم إفران ، ولا زال كل شيء على حاله ، شباب إفران يتسكع في السوق المركزي ، ويجول بين الأزقة والشوارع منهم من مل المطاردات الهوليودية في حي الرياض ، طلبا للرزق عن طريق السمسرة ، ومنهم من يزال يحرك مفاتيحه أمام شارع الحسن الثاني الطريق الوطنية رقم 8 ، رغم المطاردات و رغم التهم الملفقة بانتحال صفة " وكيل عقاري " يؤدي عنها غرامة مالية، ويستمر في عمله قائلا " ماكاينش البديل ".
إن كانت الاستفادة من المحلات التجارية بالزبونية والمحسوبية ، وتوزيع الأكشاك والرخص التجارية و استغلال الملك العام ، ورخص فتح محل في البيت لعدم توفر الهندسة الإفرانية على مرآب ، بفرضية باك صاحبي والغلبة " لمول الشكارة " ، فلا تحزن فأنت بإفران..
شباب إفران بين الحقيقة المرة ، البطالة والتجوال في الشارع ، وبين الحكرة التي يعانيها من طرف السلطات المحلية و الإقليمية ، و المؤسسات الكائنة بالمدينة والتي لا توظف سوى الأجانب .
تبقى الهجرة إلى مدن المغرب النافع ، حلا نسبيا للباحثين عن العمل ، هذا إن توفرت لديهم مصاريف السفر والمبيت إلى حين الظفر بفرصة شغل في إحدى الشركات، غلاء تكاليف النقل و الكراء و المعيشة ، تجعل من الهجرة أمرا صعبا على البعض خصوصا الذين لا يتوفرون على أصدقاء أو عائلة بالمناطق المضيفة.
الظفر بعقد عمل بالدول الأجنبية خليجية أو أوروبية، يبقى حلم فاقد الأمل في وطن لا مكان فيه للضعفاء و البؤساء.
لكن يبقى البيت الشعري لأبي القاسم الشابي ، أملا لكل مظلوم وراغب في غد مشرق متمسكا بحلمه و أمله :
إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي **** ولابد للقيد أن ينكسر
هبة بريس يوم 08 - 06 - 2014
قد لا يتصور الإنسان الفرحة الكبيرة والسعادة التي تغمر الشاب الباحث عن عمل ، عندما يحصل على شغل أو وظيفة معينة، والنظرة الإيجابية التي يشعر بها تجاه نفسه، ويستشعرها من خلال نظرات محيطه في الأسرة والمجتمع ، نظرات الاحترام والوقار تزداد كلما كان المنصب إداريا أو في سلم عال.
قد لا يتصور الإنسان أيضا نظرات الازدراء والاحتقار ، التي يستشعرها البطالي في قرارات نفسه ، من خلال نظر الآخر إليه ، النظرات التي تلتهب كيانه وتشتد قسوة عندما يكون الناظر الأسرة الصغيرة التي يبقى البطالي عالة عليها ما لم يجد لنفسه شغلا .
لم يحجز روزفلت الرئيس الأمريكي ، مكانا كبيرا في تاريخ أمريكا إلا بعد تطبيقه لنظرية (كينز) العالم الاقتصادي البريطاني ، الذي اقترح التوظيف المباشر للمعطلين ، في القطاعين العام والخاص، حلا رئيسيا للأزمة الاقتصادية العالمية التي عانتها أمريكا ، نظرية عرفت نجاحا كبيرا وأعطت ثمارا وحلت ما يمكن حله من مشاكل بعودة حركية عجلة الاقتصاد والاستهلاك إلى الدوران ، بعدما توقفت بشكل اضطراري.
نظرات الازدراء والاحتقار ، والكلمات الجارحة التي تهز المشاعر الإنسانية ، لم يسلم منها المعطلون ، من طرف رجل سليط اللسان ، صرح في إحدى خرجاته وتصريحاته المعتادة، والتي لا تحمل في طياتها سوى الزيادات والاهانات، قال بأن المعطلين يعانون من " خلل في الدماغ " ، الرجل عاجز عن إيقاف نزيف الفساد الذي تتخبط فيه البلاد مند فجر الاستقلال ، وعاجز عن تقديم رؤية شمولية لواقع البلاد الذي وعد به في إطار الحملة الانتخابية بفضح الفساد و المفسدين ، ولا يتوفر على رؤية ناضجة و تجربة وخبرة تؤهله لقيادة دولة ، ولا يفهم أساسا معنى التقشف الذي استهله بكم هائل من الوزراء ، قبل أن يقوم بزيادة أجور نواب الأمة، أكانت الهندسة الحكومية رغبة في الإصلاح ؟ أم توزيع المناصب على الأحزاب ؟، والحقيقة أن الحكومة مجرد " وزيعة " حين أدرج أمينين عامين لحزبين عريقين على رأس وزارة واحدة. الرجل عاجز على المسك بزمام الأمور ، بات يلوح بألفاظه يمين شمال ، متناسيا حكمة عبد الرحمان المجذوب القائل : " الصمت حكمة ومنه تتفرق الحكايم " ، لا يستطيع فعل شيء تجاه مطالب المغاربة والمعطلين على حد سواء ، فالواجب أن يصمت .
إن كانت الاحتجاجات والمظاهرات والشغل والكرامة حق دستوري، فلماذا يهان حملة الشواهد المعطلون المطالبون بحقهم أمام البرلمان؟... ولماذا تنهال السلطات بالعصي على رؤوس الأطر التي لا ذنب لها سوى أنها درست كذبة دولة الحك ودانون، أقصد " الحق والقانون".
لم يكن في حسبان الشعب ، أن اليد الملطخة بالمال العام والفاسد الذي يتكلم عنه الرجل، أرحم على البؤساء من اليد النظيفة الشريفة الراغبة في التغيير على حساب المستضعفين، لم يكن في حسبانهم انه سيطالبون بعودة الفساد ، لم يكن في حسبان المعطلين الذين ساندوا شعارات الحزب في الجامعات في إطار الحركات الطلابية المنتمية له ، ودعموه في الشارع وعبر الشبكات العنكبوتية ، لعل وعسى أن يحقق ولو قسطا من حلمهم ، وتوظيف الدفعة الثانية من المعطلين ، أن الرجل " قلب الفيستا " .
إن كانت البطالة مختلفة المفهوم، يفسرها البعض برغبة الشباب في التوظيف المباشر في القطاعات الحكومية. في حين يذهب البعض الآخر إلى القول على أن الشغل حق من حقوق الإنسان ومن واجب الدولة توفيره للشباب العاطل، لكن مهما اختلفت التصورات وتناقضت التعاريف ، تبقى البطالة شر البلايا إن لم نقل جالبة البلايا التي تذهب فيها الشابات إلى امتهان أقدم مهنة في التاريخ، ويذهب فيها الشباب إلى التشرميل والسرقات ، وتناول المخدرات ، أو إلى طلب الرزق الحلال بتجارة صغيرة في الشارع يبقى مضطهدا من طرف السلطات .
المغرب العميق ، أو المغرب الغير النافع ، لا محل له من الإعراب في قاموس الوظائف أو المشاريع المدرة للدخل الفردية أو الجماعية ، أو التمويلات المقاولاتية التي يكاد يبح صوت الإعلام الحكومي بإشهارها لكن لا جدوى لها ولا معنى في ظل الزبونية و المحسوبية، لا مكان للمغرب العميق في الخارطة التنموية للبلاد .
سادت البلاد حركة من التغيير ، على مستوى الحكومة ، والمسئولين في الإدارات الترابية من عمالات و أقاليم ، إقليم إفران بعامله القديم و الجديد و نوابه وجماعته المحلية ، ووزيره الذي يخفي بين ابتسامته المعتادة ، كلاما كثيرا عن الحالة المزرية التي يعانيها شباب إفران .
مرت على الولاية التشريعية ما يقارب الثلاث سنوات ، و شهورا على تنصيب العامل الجديد بإقليم إفران ، ولا زال كل شيء على حاله ، شباب إفران يتسكع في السوق المركزي ، ويجول بين الأزقة والشوارع منهم من مل المطاردات الهوليودية في حي الرياض ، طلبا للرزق عن طريق السمسرة ، ومنهم من يزال يحرك مفاتيحه أمام شارع الحسن الثاني الطريق الوطنية رقم 8 ، رغم المطاردات و رغم التهم الملفقة بانتحال صفة " وكيل عقاري " يؤدي عنها غرامة مالية، ويستمر في عمله قائلا " ماكاينش البديل ".
إن كانت الاستفادة من المحلات التجارية بالزبونية والمحسوبية ، وتوزيع الأكشاك والرخص التجارية و استغلال الملك العام ، ورخص فتح محل في البيت لعدم توفر الهندسة الإفرانية على مرآب ، بفرضية باك صاحبي والغلبة " لمول الشكارة " ، فلا تحزن فأنت بإفران..
شباب إفران بين الحقيقة المرة ، البطالة والتجوال في الشارع ، وبين الحكرة التي يعانيها من طرف السلطات المحلية و الإقليمية ، و المؤسسات الكائنة بالمدينة والتي لا توظف سوى الأجانب .
تبقى الهجرة إلى مدن المغرب النافع ، حلا نسبيا للباحثين عن العمل ، هذا إن توفرت لديهم مصاريف السفر والمبيت إلى حين الظفر بفرصة شغل في إحدى الشركات، غلاء تكاليف النقل و الكراء و المعيشة ، تجعل من الهجرة أمرا صعبا على البعض خصوصا الذين لا يتوفرون على أصدقاء أو عائلة بالمناطق المضيفة.
الظفر بعقد عمل بالدول الأجنبية خليجية أو أوروبية، يبقى حلم فاقد الأمل في وطن لا مكان فيه للضعفاء و البؤساء.
لكن يبقى البيت الشعري لأبي القاسم الشابي ، أملا لكل مظلوم وراغب في غد مشرق متمسكا بحلمه و أمله :
إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي **** ولابد للقيد أن ينكسر
هبة بريس يوم 08 - 06 - 2014
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم اخبار و الأراء التوظيف :: اخبار الوظيفة العمومية و التشغيل بالمغرب - Nouvelles de l'emploi
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى