استخدام الطاقة المتجددة لدعم خلق فرص عمل في المغرب

أعلنت الحكومة المغربية مؤخرًا أنها تتوقع أن يساهم قطاع الطاقة النظيفة في توفير أكثر من 50,000 فرصة عمل في المغرب بحلول عام 2020، ربعها في قطاع الرياح والطاقة الشمسية.

وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الطاقة أمينة بنخضرة خلال مؤتمر عقد يوم 31 مايو في مدينة وجدة إن الطاقات المتجددة ستساهم في توليد 42% من الطاقة الإنتاجية للكهرباء في حدود عام 2020. وستستثمر الحكومة 73 مليار درهم (6.4 مليار أورو) لإقامة محطات إنتاج كهربائية تولد حوالي 3.640 ميغاوات قبل 2015.

ولتلبية احتياجات سوق العمل، يسعى المغرب إلى تدريب جيل جديد من الخبراء في مجال الطاقات البديلة.

تقول الوزيرة "سنناقش هذه المسألة مع مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الجامعات، وذلك حتى نتمكن من التعامل مع احتياجاتنا في مجال الموارد البشرية".

وقد وقع المشاركون في المؤتمر على اتفاقية خاصة بتأسيس معهد للتدريب في مجال الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة. وتنص هذه الاتفاقية على وضع نظام للتدريب المهني يناسب احتياجات الصناعات في قطاع الطاقة النظيفة. كما تنص على توفير التمويل اللازم للدراسات الأولية وتقديم الخبرة في مجال الدعم الفني وإنشاء مراكز التدريب.

وصرحت وزارة التعليم العالي في هذا الشأن أن عددًا من الجامعات المغربية بدأت بالفعل في تقديم مقررات دراسية في مجال الطاقة المتجددة للطلاب والخريجين بهدف تدريب المهارات المطلوبة في هذا المجال.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد نديري "لقد تفهمت الحكومة منذ عدة أعوام حجم العجز في الخبرات المتخصصة. وبالتالي، تم إنشاء عدد من المعاهد لدعم هذا التوجه الاقتصادي الجديد للبلاد".

وقد بدأ الشباب يدركون الاحتياجات الجديدة لسوق العمل ويبذلون الآن جهودهم من أجل الاختيار الجيد للمواد الأكاديمية التي تضعهم في موقف جيد بعد التخرج.
يقول أمين، وهو أحد الطلاب الذين تخصصوا في الطاقات المتجددة وأنظمة الطاقة، إن هذا القطاع واعد بشكل جيد، حيث إنه يضم عدة مجالات في طور التطوير في الوقت الراهن.

وقال أيضا في حديث لمغاربية "لم أفكر أبدًا من قبل في هذه الصناعة. فالطموحات التي عبرت عنها الحكومة منذ عام 2009 شجعت العديد من الطلبة على تغيير توجهاتهم. ويجب القول إن هذه الأهداف طموحة جدًا وستساعد في دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب، علمًا بأنه سيتم الانتهاء من إنشاء محطات كهرباء جديدة خلال السنوات القليلة القادمة".

أما كريم الوردي، وهو طالب اجتاز شهادة البكالوريا بنجاح، فقد قرر اختيار طريقه ويخطط الآن لدراسة المواد التي ستوجهه نحو قطاع أنظمة الطاقة.

يقول كريم "نصحني والدي وشقيقي الأكبر بالتخصص في هذا المجال. وأنا مقتنع أن هذا هو الاختيار الصحيح لأنني لا أستطيع حتى التفكير في اختيار قطاع عليه طلب كبير في سوق العمل".

بقلم سهام علي لمغاربية من الرباط