المهن اليدوية توفر فرص عمل جديدة في المنطقة المغاربية

لعل جيل اليوم من الشباب المغاربي هو الأكثر تعلما مقارنة بالأجيال السابقة. وذلك يمثل فرصة كبيرة وموردا عظيما يصب في تنمية المنطقة المغاربية

لكن ارتفاع مستويات البطالة في المنطقة المغاربية المهن اليدوية توفر فرص عمل جديدة في المنطقة المغاربيةاليوم الاعتماد على نفسه لتحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما الخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة.

ولعل من أهم سمات البطالة في دول المغرب العربي خاصة، والوطن العربي عامة أنها بطالة ذات سمة شبابية، ويرجع ذلك إلى أنه يغلب على مجتمعاتنا العربية سمة المجتمعات الشابة، حيث يزيد عدد سكان المغرب العربي عن النصف أو الأكثر قليلاً من الشباب.

وبوصفهم مواطنين مفعمين بالإرادة والإلهام فان الشباب لا يمكن أن يكونوا إلا عناصر للتغيير تتوفر لهم إمكانيات النهوض بدور رائد في معالجة التحديات التي تواجهها حكومات بلدانهم.

فهم قادرين على إنشاء أعمال تجارية منتجة وخلاقة والانخراط في ممارسة الأعمال التجارية التي من شانها أن تنقل الشباب من " الباحثين عن عمل" إلى " الخالقين لفرص العمل" ومن الاعتماد على المجتمع والدولة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي ومضاعفة جهود الدولة في تحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي.

فمن الضرورة أن يعي العاطلون من الشباب خاصة من الخريجين الجامعيين أن الحكومة ما عادت تستطيع توفير لهم الوظائف لأنه بات من الصعب لأي حكومة مغاربية ي تلبية الطلب الشديد الناجم عن تدفق أعداد كبيرة من الشباب على سوق الشغل، وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

ولذلك فيجب عليهم التعويل على الذات والانتصاب الحر وفتح أبواب الرزق والدخول في عجلة التنمية.

فالشباب هم الحل وليسوا المشكلة.

وهم الحل للتحديات الاقتصادية في تسيير الخدمات العامة، وهم الوسيلة والأداة الفعالة في القضاء على الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، فالشباب هم الوسيلة للوصول إلى غاية ننشدها في تقدم بلادنا ورخائها.

فالشباب ليسوا ذخيرة المجتمع وتقدمه فحسب، بل لا يمكن لمجتمع أن يرقى ويتقدم دون هذه الفئة المهمة.

وبات الانتصاب الحر الطريق الوحيد المفتوح اليوم أمام الشباب العاطل لتجاوز بطالته والدخول في عجلة التنمية في مجتمع بات يزرع لدى الناشئة روح المبادة الفردية وتحمل المسؤولية.

كثير من شباب اليوم قد يتحرجون من ممارسة العمل اليدوي، وجزء من هذا التحرج ناتج عن نظام تعليمي يقرر أن المتفوقين في المدرسة يدخلون الطب والهندسة، والأقل تفوقاً يدخلون المجالات النظرية والأقل تفوقا يذهبون إلى التعليم المهني.

وذلك ما يجعل الشباب خاصة من خريجي الجامعات يعتبرون العمل اليدوي دليل فشل رغم أنهم قادرون على اختيار مهن يدوية لها علاقة بدراستهم الجامعية.

وهذا ما يؤدي حتما إلى تزايد البطالة وتفاقم المشاكل الاجتماعية والنفسية للعاطل عن العمل.

لكن فليكن العمل اليدوي بديلا لكل هذا، فالشباب لديه طاقات جسدية ونفسية ضخمه يمكن له استغلالها و تفريغها في العمل اليدوي.

وتلك الطاقات هي التي تؤهل فئة الشباب لأن تكون لبنة قوية في بناء صرح المجتمع.


جمال بالطيب