تحرش طلبة دركيين بفتاة يفجر مواجهات بمراكش

مرة أخرى تندلع فصول مواجهات ، بين ساكنة حي بن تاشفين( بين القشالي)، وبعض تلامذة مدرسة الدرك الملكي ، التي تتموقع بالمنطقة ذاتها. كانت بداية الشرارة، حين شرع ثلاثة تلامذة بزيهم الرسمي في التحرش بشابة قادتها ظروفها للمرور بالشارع الفاصل بين مبنى المدرسة وفضاءات الحي.
الظروف كانت تهيء أسباب مواجهة ساخنة، حين قادت شقيق الفتاة للمرور بدوره في هذه اللحظة بنفس الفضاء، ليشاهد أخته وهي تقع تحت مرمى سهام تحرشات العناصر الدركية الشابة.

حمية الشباب جعلت شقيق الفتاة، ينتفض في وجه الطلبة الدركيين، لتنطلق فصول مواجهة استعملت فيها أساليب الضرب وتبادل اللكمات والرفس.
ولأن الحمية «تاتغلب السبع» على رأي المثل الدارج، فقد تمكنت العناصر الثلاثة، من شل حركة الشاب، الذي انهار تحت ضرباتهم وركلاتهم، وشرعوا في جرجرته وسحبه إلى داخل فضاءات المدرسة بعيدا عن عيون الرقباء.
أسرة الشاب التي بلغها الخبر، سارعت بمعية بعض الساكنة، لمهاجمة المدرسة، قصد تخليص الشاب من يد محتجزيه، لتنطلق فصول مواجهات بالحجارة، تطلبت تدخل مسؤولي المدرسة لتهدئة الخواطر وتليين المواقف.

تم تخليص الفتى، وإخلاء سبيله، مع عقد جلسة صلح بين ممثلين عن الساكنة، ومسؤولي المؤسسة، عبر الدفع في اتجاه أن المشكل مفتعل، ولايمكن لعناصر غير ملتزمة أن تسيء للعلاقات الجيدة التي ظلت تجمع بين مسؤولي المدرسة ومجموع الساكنة.
وتفعيلا لمبدأ محاسبة المتورطين في هذا الانزياح، قررت الإدارة اتخاذ إجراءات تأديبية في شأن الطلبة الثلاثة المتورطين، فجاء القرار في شكل حرمانهم من مغادرة فضاءات المدرسة، ومنعهم من التجول بفضاءات الحي.

وكان بعض شباب الحي، في وقت سابق قد دخلوا في مواجهات دامية، مع بعض تلامذة المدرسة، حيث امتدت فصول التراشق إلى محيط المؤسسة، التي احتمى بجدرانها الطلبة، فشرع المحتجون في رشق أبوابها ونوافذها بوابل من الحجارة ما سبب في تكسير الواجهات الوجاجية للنوافذ، وإتلافها، قبل أن يتدخل بعض المسؤولين، ويعملون على «تبريد الطرح»، ووقف حدة المواجهات، مع فتح تحقيق لمعرفة أسباب نزول هذا الصدام المفاجئ، ومن ثمة اتخاذ بعض القرارات التأديبية في حق الطلبة المتورطين.
تكرار سيناريو المواجهات بين الساكنة وطلبة المدرسة، جعل الإدارة تعمل على تسريع وتيرة مشروع نقل المؤسسة ككل، في إطار المشروع المعلن عنه، والخاص بتهييء فضاءات الحي، ونقل جميع المؤسسات العسكرية المتواجدة به، ونقلها إلى منطقة بن جرير، على اعتبار أن الفضاء ككل لم يعد قابلا لتواجد هذه المؤسسات العسكرية، التي أصبحت تحيط بها التجمعات السكنية من كل جانب، على مرمى حجر من المنطقة السياحية جيليز.