حذار من النصب

شكرا لشرطة الــقــنيطرة
مقال مقتطف من جريدة الصباح
شرطة القنيطرة حجزت لدى نصاب ستة استدعاءات رسمية لمديرية الأمن
أحالت الفرقة الاقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، الخميس الماضي، نصابا محترفا على الصعيد الوطني، استطاع النصب على عسكريين كانوا يحلمون بالالتحاق بالبعثة العسكرية التي وضعها المغرب رهن إشارة الإمارات العربية المتحدة، بعدما أوهمهم الموقوف أنه مفتش سام بالمفتشية العامة لوزارة الداخلية، وعلى علاقات وطيدة مع شخصيات حكومية وجنرالات في الجيش.
وأفادت مصادر مطلعة على سير الملف بابتدائية عاصمة الغرب، أن عناصر الشرطة ضبطت بحوزة الموقوف ست وثائق رسمية موقعة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، وهي عبارة عن استدعاءات لاجتياز مباريات الأمن، تسلمها الظنين من مرشحين اجتازوا امتحانات قصد الالتحاق بالمعهد الملكي للشرطة، وتسلم منهم مبالغ مالية متفاوتة القيمة قصد التوسط لهم في الولوج إلى الوظائف، كما حجزت الضابطة القضائية لوائح مرشحين للتوظيف بالخزينة العامة للمملكة، قام الموقوف بطبعها من بوابة موقع وزارة الاقتصاد والمالية قصد إيهام الناجحين بوساطته في فوزهم بالمباراة، وسلبهم مبالغ مالية.
واستنادا إلى المصادر ذاتها جرى إيقاف الظنين وهو من مواليد 1976 بتاهلة ويقطن بدرب الشرفاء بمكناس، من داخل وكالة بنكية بحي الساكنية بالقنيطرة، بعدما أدلى لإطار بنكي ببطاقة تعريف وطنية مزورة، وجرى إشعار الدائرة الأمنية العاشرة التي سلمته للفرقة الاقتصادية والمالية.
وحسب المعلومات التي استقتها «الصباح» استدعت الضابطة القضائية ضابطا بالقوات المسلحة الملكية عن طريق مؤسسة سلاح الإشارة، واستمعت إلى أقواله أفاد في شأنها أنه كان يشتغل بالتجريدة العسكرية للمغرب بالكونغو الديمقراطية، وفور عودته التقى بالظنين بالرباط، وقدم له نفسه أن موظف سام بالمفتشية العامة لوزارة الداخلية، ونصحه أن يبتعد عن الكونغو، وأنه باستطاعته التوسط له في الالتحاق بالبعثة العسكرية المغربية بالإمارات قصد العمل براتب مريح، وسلمه المشتكي 25 ألف درهم، وبعدما تبين له وقوعه ضحية نصب واحتيال، هدده بكشف أمره أمام «ناس القبيلة» التي يتحدر منها والتشهير بوالده، فأرجع له المشتكى به مبلغا ماليا.
واستمعت الضابطة القضائية إلى جندي بتيفلت تلقى وعودا من قبل الظنين للالتحاق بالبعثة ذاتها، بعدما أوهمه أنه ابن أخت جنرال، فسلمه سبعة آلاف درهم، كما تعرض ضحية بتيفلت للنصب بعدما سلم للموقوف مبالغ مالية لمساعدته في الالتحاق بالجيش قصد التوجه للإمارات، كما اشتبهت الضابطة القضائية في وجود عسكريين آخرين ضحايا للموقوف.
والمثير في الملف تضيف المصادر ذاتها أنه بعد تنقيط اسم الظنين تبين أنه موضوع سبع مذكرات بحث على الصعيد الوطني بتهم النصب والتزوير بمدن مكناس والرباط وزايو وكرسيف، كما أثبتت الأبحاث معه أنه كان يشتغل ضمن صفوف الوقاية المدنية وتورط في عمليات تزوير ونصب سنتي 2005 و2008، وسبق أن عاد إلى وظيفته وجرى طرده من جديد بعدما تورط في فضيحة أخرى.
إلى ذلك اعترف الظنين أنه حينما كان يقضي عقوبة حبسية داخل السجن المحلي بسلا، رافق محترفين في النصب والاحتيال ضمنهم أفارقة، واستطاع القيام بعمليات نصب واحتيال استثمر عائداتها بعد خروجه من السجن سنة 2010، وبعدها شرع في خداع ضحايا آخرين تسلم منهم مبالغ مالية ووعدهم بالتوظيف.
واستمعت الضابطة القضائية إلى 11 ضحية تلقوا وعودا بالالتحاق بالبعثة المغربية العسكرية بالإمارات العربية المتحدة وآخرين تلقوا وعودا بالتوظيف في صفوف الأمن الوطني والقوات المساعدة، كما تلقى شاب وعودا بالعمل في عمالة القنيطرة.
وأقر بعض الضحايا أن الموقوف كان يلتقي بهم بالبادية، وكان لا ينزع عنه جلبابا تقليديا وسلهاما مدعيا أنه يحفظ القرآن ويتحدث في أمور الدين، وكلما سمع الأذان يطلب منهم التوجه رفقته إلى المسجد القريب ويستدل بآيات قرآنية أن الصلاة عماد الدين.
وأحيل الموقوف على وكيل الملك بتهم انتحال صفة ينظمها القانون والتزوير في وثائق إدارية تصدرها الإدارات العامة والنصب وإصدار شيكات بدون رصيد. وبعد استنطاقه جرى إيداعه السجن المحلي المدينة، في انتظار عرضه بداية الأسبوع المقبل على هيأة قضايا الجنحي التلبسي.