المهندس المتخرج له إمكانيات التحول من طالب للشغل إلى محدث له

سمية بنخلدون: الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في حوار لـ«تدبير»

أكدت سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، في حوار مع «تدبير»، إن تطبيق مخطط التسريع الصناعي في أفق 2020، الذي يروم إحداث 500 ألف منصب شغل، يقتضي من الوزارة ملاءمة التكوينات التي تقوم بها مختلف المؤسسات الجامعية مع الحاجيات الخاصة بسوق الشغل والحاجيات المرتبطة بهذه الاستراتيجيات. وكانت بنخلدون أجرت، الثلاثاء الماضي، لقاء مفتوحا مع الطلبة المهندسين بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بآسفي حول طُرق تشجيع الطلبة على التشبع بالفكر المقاولاتي.

›  المغرب يسعى لبلوغ مراتب متقدمة بين الدول الصناعية أملا في تحقيق تشغيل منتج وتنمية اقتصادية واجتماعية. ماذا أعدت الوزارة لمواكبة هذا التطور، خاصة في مجال دعم المقاولات المغربية.

- في لقائي المفتوح مع الطلبة المهندسين بآسفي، تحدثت إليهم عن البرنامج المتعلق بمخطط التسريع الصناعي في أفق 2020، الذي يروم إحداث 500 ألف منصب شغل.

هذا المخطط، الذي خصصت له الدولة ميزانية مهمة لدعمه، يقتضي من وزارة التكوين والبحث العلمي ملاءمة التكوينات التي تقوم بها مختلف المؤسسات الجامعية مع الحاجيات الخاصة بسوق الشغل والحاجيات المرتبطة بهذه الاستراتيجيات، بالإضافة إلى أن الحكومة قامت بمجموعة من التدابير والإجراءات لدعم المقاولات من أجل تقويتها، لتكون قادرة على أن تشغل العديد من المهندسين والتقنيين والأطر الإدارية، كي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، خاصة أن الاستثمار في القطاع الخاص أصبح أكثر نجاعة. وفي هذا الإطار، قامت الدولة بمجموعة من التدابير لدعم المقاولة، من بينها نظام إرساء الأفضلية الوطنية، التي تمكن المقاولة الوطنية من الحصول على الصفقات العمومية عوض المقاولات الأجنبية، فخلال السنة الماضية، بلغت نسبة الصفقات العمومية الموجهة للمقاولات الوطنية 64 في المائة من مجموع الميزانية المخصصة للمقاولات، كما تم تخفيض الضريبة على الشركات بنسبة 10 في المائة بالنسبة للمقاولات الصغرى والصغرى جدا، كما تم أداء المتأخرات التي كانت على الدولة تجاه المقاولات، خاصة المقاولات التي ساهمت في بناء مختلف الأكاديميات بالمغرب، وبموازاة مع ذلك تمت صياغة مجموعة من القوانين والمساطير التي ستفتح المجال للمقاولات المتوسطة والصغرى للاشتغال بشكل أفضل.

 يلعب المهندس دورا مهما في المجال الاقتصادي، وفي التنمية الاجتماعية وفي تطوير سلسلة الإنتاج، فهل تم تهييئ ظروف الاشتغال للمهندس داخل المقاولات؟  وما هي التسهيلات التي تم اتخادها في هذا الإطار؟  

- تم اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات التي ستفتح آفاقا متنوعة أمام المهندس بطبيعة تكوينه، باعتباره حصل على العديد من المهارات والقدرات، كما حصل على كفايات متعلقة بالتدبير والتسيير، وتكونت لديه كفايات على المستوى الشخصي، لما يمتلكه من قدرات معرفية، وبذلك يكون له دور فعال بالقطاعات العمومية وشبه العمومية، فبفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، أصبح المغرب وجهة للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات، سيما في قطاع السيارات، حيث أصبح المغرب يحتل مراتب متقدمة على مستوى التصدير، بالإضافة إلى العديد من الشركات العالمية التي تحتاج إلى مهندسين أكفاء، كما أن هناك شركات للطائرات بدأت تشتغل بقوة بالمغرب وللمهندس الإمكانية في الانخراط في هذه الشركات، وللمهندس الإمكانية في إحداث مقاولات خاصة به، بحيث يتحول من طالب للشغل إلى محدث للشغل وبطبع تكوينه يسمح له بذلك وقد قامت الدولة بعدة إجراءات لتسهيل التيسير لإحداث المقاولات من طرف المهندسين الراغبين في ذلك، منها بعض الإعفاءات الضريبية التي قررت بالنسبة للمقاولات التي يتم إحداثها خلال 5 سنوات، كما أن هناك إعفاءات تتعلق بالمستخدمين الذين يتم تشغيلهم، حيث يتم إعفاء المشغل من واجب الأداء المتعلق بصندوق الضمان الاجتماعي.

 لتشجيع المهندس على إحداث المقاولة لا بد من توفير وتطوير مشاتل المقاولة كفضاء للممارسة القبلية، فهل تم الأخذ بعين الاعتبار هذا التوجه؟

- حاضنة المقاولات موجودة فعلا بعدد من الجامعات، وأنها تشتغل بشكل كبير، ويتم حاليا التفكير في تطويرها، سيما عبر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الذي ينكب على هذا الموضوع بشكل كبير، كما تم الاعتماد على الشراكات في هذا الباب، خاصة تلك التي ترتبط بعقد شراكة، كما أن وزارة التعليم عقدت شراكة بينها وبين الكونفدرالية للمقاولات بالمغرب، التي من خلالها ستساهم كل من المقاولات والقطاع الخاص في مجال التكوين من خلال المشاتل الخاصة بهذه المقاولات.


عبد الرحيم النبوي (آسفي)
 27 فبراير 2015