هل أصبح الأساتذة حقا أشباه مثقفين؟
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم استفسارات المترشحين للمباريات العمومية :: المترشحين لمباريات المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
هل أصبح الأساتذة حقا أشباه مثقفين؟
كشفت حادثة الوزير الوفا مع أستاذة العرائش مشكلا كبيرا ينخر جسم التعليم بالمغرب ويجره جرا إلى المراتب الدنيا في التصنيف التربوي العالمي. إنه هشاشة التكوين الأساسي لفئة كبيرة من رجال التعليم وفي مختلف الأسلاك، مما يربك معظم التوجيهات البيداغوجية والتربوية الرسمية ويحبط كل النوايا الإصلاحية الحميدة. وهذه الهشاشة تتجلى أساسا في ضعف الرصيد المعرفي الضروري لمزاولة مهنة التخصص وخصوصا مواد الفرنسية والرياضيات والنشاط العلمي بالنسبة لأساتذة الابتدائي، وأحيانا يمتد هذا الضعف إلى التمكن من قواعد اللغة العربية وجارتها. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فلنا أن نتصور أجيالا كاملة من التلاميذ تدفع إلى التعليم الإعدادي فالثانوي دفعا دون أن تمتلك التعلمات الأساس والتي بدونها لن تتمكن من مسايرة مسيرتها التربوية بروح الثقة والأمل في المستقبل.
السيد الوزير كانت له الجرأة ليصرخ عاليا لوقف هذه المهزلة التي يسكت عنها الجميع. فالتعليم لم يكن يوما مهنة، بل هو صناعة محفوفة بالمخاطر لجيل الغد الذي سيتحمل المسؤولية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال إيجاد عذر لأستاذ يعلم تلاميذه أخطاءً معرفية من صميم تخصصه العلمي والتربوي جهلا بها أو استهتارا بمسؤوليته التي يتقاضى عليها أجرا لا يحلم به كثيرون أو حتى نسيانا. ويتهامس الأساتذة طرائف ونوادر شتى حول مواقف تعليمية مخجلة أمام التلاميذ تكشف بالملموس خواء الوعاء المعرفي والثقافي لكثيرين تصبح معه طرائق وبيداغوجيات التدريس ترفا زائدا لا يمكن أن يغطي على أخطاء الأستاذ المعرفية وعدم تحكمه في موضوعات تعلمية.
وإذا كان المرحوم الحسن الثاني قد وصف يوما بحكمة نادرة معلمي أحداث 65 بأشباه المثقفين لإغفالهم مهمة تكوين أبناء الشعب وتعلقهم بأحجيات عبد الناصر وقشور اليسار وأحلامه الطوباوية بعدما رفض أغلبهم مذكرة وزارية تدعو لتوجيه أكبر نحو الشعب التقنية والتكوين المهني لمن رسب، فإننا اليوم أمام فئة كبيرة من معلمين وأساتذة أشباهَ مثقفين جدد بمفهوم مغاير يقترب من الأمية الثقافية واللامبالاة، ولجوا المهنة صدفة على حد قول الرفيق اخشيشن بعدما سدت في أوجههم كل السبل، أو ناضلوا من أجل أن يصبحوا أشباه أميين تجارة أو سمسرة أو فلاحة أو عُباد كلمات مسهمة لا تسمن ولا تغني من جوع، أو مدمني ثرثرة نقابية في زمن كل الألوان، أو مصاصي دماء الساعات الإضافية، أو متسولي القروض البنكية المتتالية، أو أسيري كتب الشيخ ونظرته المغلقة. ولا أخطر على مجتمع ووحدته وتماسكه من انتشار الهشاشة الثقافية والفكرية.
فحينها كل الرياح تؤثر وكل الطبول تجد من يستمع لها بحماس. والغريب أن الفئة الأكثر ضجيجا واحتجاجا وانتهازية زمن الربيع العربي الذي مر من هنا كانت قبيلة الأساتذة ومطالبهم التي لا تنتهي إلا لكي تبدأ من جديد، مع أنهم لو تطلعوا إلى الجارة الشمالية لعلموا أن الأستاذ لا يضمن مكانه في قسمه إلا وفقا لجودة منتوجه التدريسي، فعقود العمل محكمة بزمن ومخرجات، والترقيات متوقفة إلى ما بعد غيوم الأزمة الاقتصادية، ولم يسمعوا هناك بعد عن مفهوم الترقي بالشهادات الجامعية والالتحاق بالزوج وملحق الإدارة والاقتصاد والتفريخ النقابي واللجان الثنائية والتنسيقيات المختلف ألوانها وأشياء أخرى تناسلت في حديقة تعليمنا. فلنشرب جميعا نخب بلدي الذي يعطي بدون حساب على حد قول شارل ديغول لجنرال فرنسي بالغ في مدح دوره أثناء حرب التحرير حتى يغطي حجم الشكوك التي راجت عن إخلاصه لبلده زمن الحرب.
إن ناقوسا حقيقيا للخطر قد دقه السيد الوزير بغيرة كبيرة على الأجيال الصاعدة، ولا بد من معالجته بأسرع مما يمكن، وذلك من خلال تكوينات دقيقة للسادة الأساتذة في مواد التخصص والمعارف الأساسية المقدمة للتلاميذ خصوصا في الرياضيات والنشاط العلمي واللغات بالنسبة لأساتذة الإبتدائي سعيا لتجديدها وترسيخها وتوسيعها عوض الاكتفاء بتكوينات في البيداغوجيات الجديدة والتي أصابت الجميع بتخمة، وذلك في أيام معدودات من العطل البينية، والتفكير في إدماجها في الامتحانات المهنية وبعض الرتب المفصلية (الرتبة السادسة)، فأسئلة محكمة حول مادة التخصص أو شرح بيت شعري وإعراب جملة ومثلها في اللغة الفرنسية والمواد العلمية بالنسبة لأساتذة الإبتدائي سيحفز أساتذتنا للمراجعة وتجديد النشاط المعرفي عوض الاكتفاء بأسئلة تربوية مفتوحة لا تعكس إلا جزءا بسيطا من قدرات المرشح وتفتح الباب أمام مهرجان الغش والنقل في أبشع تجلٍ لغياب نخوة الأستاذ وهيبة المهنة، ولا مناص من تشديد شروط الولوج لمراكز التربية والتكوين وخصوصا التفوق في مواد التخصص، وحسنا فعل السيد الوفا حينما كشف ولأول مرة نقط الناجحين لولوج هذه المراكز لهذا الموسم، فقد كانت نقطا صادمة حقا وصلت أحيانا إلى ما دون الخمسة عكست إلى أي حد انحدر مستوى طلبتنا المعرفي في مواد تخصصهم وهزالة تكوينهم الجامعي وتلك قصة أخرى.
وهذه الإجراءات ستنعكس سريعا على جودة الكفايات التي سيتزود بها أطفال مدارسنا في مرحلة حساسة من عمرهم تبنى عليها كل حياتهم، ولتكن بيداغوجيا التعلمات الأساس في اللغات الأساسية والرياضيات الركيزة الأساس التي سينهض عليها تعليمنا الإبتدائي مستقبلا بعد تجريب وصفة الإدماج، وهي بيداغوجيا ثرية وفعالة لها أسسها ومرتكزاتها العلمية وكفايتها المتدرجة بإحكام، بمخرجات حقيقية وتراكمية قابلة للقياس والملاحظة والبناء من جديد.
محمد شلش – هبة بريس
رد: هل أصبح الأساتذة حقا أشباه مثقفين؟
بارك الله فيكم و جازاكم كل خير
مقالة صادمة و في الصميم و مضمونها لا ينافي الواقع و هذا امر مؤسف نسال الله اللطف و نطلب من كل من يتوجه لهذه المهنة النبيلة ان يستشعر مدى خطورة ما يقدم عليه لانها رسالة و امانة على عاتقه
مقالة صادمة و في الصميم و مضمونها لا ينافي الواقع و هذا امر مؤسف نسال الله اللطف و نطلب من كل من يتوجه لهذه المهنة النبيلة ان يستشعر مدى خطورة ما يقدم عليه لانها رسالة و امانة على عاتقه
fatima56- المشاركات : 19
نقاط : 47143
الجنس :
المدينة : casablanca
العمر : 41
التسجيل : 31/12/2011
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم استفسارات المترشحين للمباريات العمومية :: المترشحين لمباريات المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى