درك حد سوالم يشتكون من قائدهم الجهوي

عادل قرموطي ـ هبة بريس


توقف سائق الشاحنة التي كانت متوجهة إلى مدينة الجديدة قادمة من العاصمة الإقتصادية للمملكة بعدما أمرها أحد الدركيين الذين كانا على قارعة الطريق بإحدى محطات الوقود ضواحي مدينة حد سوالم بالتوقف بإشارة ضوئية، شاءت الأقدار أن أكون داخل هاته الشاحنة التي لم أجد وسيلة غيرها توصلني لمدينة الجديدة قبل منتصف الليل، وبعد توقف السائق كانت السآعة تشير إلى حوالي التاسعة و النصف من ليلة الثلاثاء 19 فبراير الجاري حيث بدا رجلا الدرك الملكي شاحبين بسبب البرد القارص، إقترب أحدهما من السائق و تبادلا التحية لمعرفتهما السابقة ببعضهما، وبعد أخد و رد في الحديث سحب السائق عشرون درهم من صندوق وضعه تحت كرسيه و أعطاها للدركي الذي بدا غير راضي على العلاوة التي قدمت له من طرف السائق فطلب منه المزيد.



وبعد أخد و رد في الكلام بين السائق الذي كان يحاول إقناع الدركي بأنه لا يستطيع دفع أكثر من عشرين درهم والدركي الذي كان يطالب بالمزيد بطريقة لطيفة بل أنه بدا في بعض الأحيان و كأنه يتوسل للسائق إنصاع هذا الأخير و أعطاه عشرة دراهم مؤكدا على أن مردود اليوم لم يكن كباقي الأيام لكن ما يثير الإنتباه هو عندما صرح الدركي للسائق أن أشخاصا آخرين هم من يجبرونه على جمع الإتاوات من السائقين و أنه مرغم على أن يقدم مبلغا ماليا محددا بعد نهاية دوريته، وأضاف الدركي المسكين:"راه جدارمية شي لاصق في شي، أنا نعطي لاجودان و لاجودان إعطي لقبطان و القبطان إعطي للكولونيل" مؤكدا على أن القائد الجهوي هو من يرغم عناصره على دفع مبلغ مالي محدد بعد كل دورية. بدا الدركي المسكين و كأنه موظف مغلوب على أمره يفعل أشياء تتنافى مع مبادئه و أخلاقه.



كلام الدركي المسكين حول رؤسائه يؤكد أن جهاز الدرك الملكي له تماسيحه و عفاريته التي تدفع بالصغار إلى المعصية و تستفيد منها في الخفاء، و بينما يتم إقتسام الإتاوات في الكواليس بين الظباط لا يجني الدركيون سوى دعوات السائقين بسوء الخاتمة و تبقى أصابع الإتهام بالرشوة و الفساد مشيرة إليهم علما أن معظمهم مغلوب على أمره وأي رفض لإرتكاب المعاصي قد يكلفه الطرد التعسفي من مهنته، فمتى سيقتسم جنود الخفاء دعوات سوء الخاتمة و العقوبات مع الدركيين كما يقتسمون الإتاوات معهم؟