المتدربون بالمعهد الملكي للشرطة يتلقون دروسا في حقوق الإنسان والمديرية العامة تركز على عقلية جديدة لرجال الأمن

في ظل التطور الذي يعرفه المجتمع والمتغيرات الجارية فيه، وحتى يستطيع مواكبة التحولات الطارئة وتأثيرها على النظام الداخلي، يتعين عليه أن يكون دائما على مستوى كبير من اليقظة. وباعتبار الشرطة جزءا مهم داخل منظومة المجتمع التي يعهد إليها بحفظ النظام وفرض احترام القانون، فمن الضروري أن يخضع أطر هذا الجهاز الحيوي لتكوين مستمر لجعلهم دائما في مستوى الخدمات ويقصد بالتكوين المستمر لرجال الشرطة مجموع التداريب الموجهة لفائدة الموظفين بغرض تحسين مستوياتهم المعرفية، ورفع كفاءتهم المهنية في احد لمجلات الأمنية، كما تهدف هذه الدورات العلمية إلى تقصي مكامن النقص والقصور الذي تعتري عمل المستفيدين من الحلقات التكوينية، بتحيين معلوماتهم ومواكبتهم للمستجدات في الميدان الأمني.

و مع صدور النظام الأساسي الجديد لرجال ونساء الأمن الوطني، عمدت المديرية العامة للأمن الوطني، إلى سن مجموعة من الشروط الجديدة للالتحاق بالمعهد، ومن بينها أن يكون المرشح حاصلا على مستوى دراسي معين، لا يقل عن الباكالوريا، بالنسبة إلى حراس الأمن، أما مفتشو الشرطة ، فتصل مدة تكوينهم إلى 10 أشهر، في حين يشترط في توظيف ضباط الشرطة، أن تصل مدة تكوينهم إلى سنة، وأن يكونوا حاصلين على دبلوم الدراسات الجامعية العامة، ومستوفين للشروط المحددة آنفا. وبخصوص عمداء الشرطة، تم تحديد فترة التدريب في سنتين كاملتين، على أن يكون المرشح حاصلا على شهادة الإجازة على الأقل.

الصباح في إطار ملفها الأسبوعي عمدت إلى الوقوف على سير التكوين بالمعهد الملكي للشرطة من خلال زيارة ميدانية وتمضية يوم كامل داخله، ووقفت على تفاصيل الحياة خلف جدران المعهد، التي تنطلق من الخامسة صباحا إلى العاشرة مساء. وأتيحت لها فرصة معاينة عملية التكوين داخل المعهد سواء تلك المتعقلة بالتكوين الأساسي الذي يتلقاه الملتحقون بسلك الشرطة أو المستمر.

وأكد علي امهاوش نائب رئيس قسم الموارد البشرية، المكلف بالتكوين والتعاون، أن التكوين داخل المعهد الملكي للشرطة شبه عسكري، وهو يختلف حسب المستويات،المرحلة الأولى تسمى التمهيد للحياة المهنية والثانية التطبيقات الميدانية والثالثة الرماية الفعلية. والتقسيم الزمني لهذه المراحل يختلف حسب المدة الواجب على المتدرب قضاءها في المعهد، والتي تختلف بدورها حسب رتبة المتدرب، إذ يقضي حارس الأمن ثمانية أشهر، ومفتش الشرطة عشرة أشهر، وضباط الشرطة وضباط الأمن 12 شهرا، وعمداء الشرطة 20 شهرا.

في حين كشف العميد الممتاز المتقاعد محمد أكضيض، أن أساليب التكوين في المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة مختلفة وحسب التخصصات، منها ما هو تقني ومنها ما هو قانوني صرف، والأهم، حسب أكضيض، أن المديرية العامة للأمن الوطني حرصت على تدريس المتدربين والطلبة مادة حقوق الإنسان، لأن المستوى الثقافي للمتدرب، له أهميته، مشيرا إلى أن هناك مستويات جامعية محترمة يمكن أن تكون خزانا لشرطة المواطنة، وترسي قواعد دولة الحق والقانون.

كريمة مصلي