قطاع النسيج يبدي حاجته إلى 10 آلاف منصب شغل

مطلوب عاجلا، أشخاص للعمل في “السورجي، البيكوز.. مختصين في الفصالة “. هذه نماذج من عروض عمل، يتعمد أرباب مقاولات النسيج هذه الأيام إثباتها وبـ”العربية” على واجهات معاملهم، قد تؤشر على بداية القطع مع مرحلة التسريحات الدائمة والمؤقتة والإغلاقات، التي يلجأ إليها بين الفينة والأخرى أصحاب معامل النسيج، تحت ضغط انخفاض الطلبيات في سوق شديدة المنافسة.
“عندنا خصاص ديال واحد 10 آلاف شخص محتاجينها ودابا كنحاولو نربطو الاتصال بمن غادروا الميدان وكاين اللي فيهم بدل كاع الحرفة”، يأتي عبر الهاتف صوت عبد الخالق الشرايبي رئيس قطب التنافسية بالجمعية المغربية لصناعة الألبسة، ليشير بعد ذلك إلى الدراسة التي قامت بها الجمعية والتي همت 100 مقاولة أظهرت أن هناك خصاصا في الكفاءات يصل لأكثر من 10 آلاف منصب.
مرد هذه الوضعية المفاجئة، حسب عبد الخالف الشرايبي، هو ارتفاع الطلب على السوق المغربية بنسبة 14 في المائة، وذلك بسبب الصين التي لم تعد قادرة على تلبية الطلبيات التي تتقاطر عليها، ذلك أنها وجدت نفسها في الوقت الحالي مطوقة بالاستجابة لسوقها الداخلي الذي يقدر بمليار و600 ألف شخص.
نفس الطرح ذهب إليه إسماعيل “اسم مستعار” وهو أحد الناشطين في المهنة منذ حوالي عقدين، مضيفا أن الأحداث السياسية التي شهدتها تونس مع بداية العام الحالي، دفعت الكثير من المستوردين الأجانب، خصوصا الأوربيين منهم، إلى إعادة توجيه طلبياتهم نحو المغرب.
لتدارك هذا الخصاص، بادرت الجمعية إلى اقتراح شراكة على مكتب التكوين المهني، وهو الأمر الذي استجاب له هذا الأخير “فورا ودون تردد” يقول الشرايبي، مثمنا رد فعل المكتب، ليسفر ذلك تنفيذ برنامج تكويني لإدماج 20 ألف شاب وشابة في أفق سنة 2012، فيما 6 آلاف منهم قد أنهوا فترة تكوينهم وهم الآن يزاولون بعدد من مقاولات النسيج، يضيف الشرايبي، الذي لم يشأ إنهاء المكالمة قبل التأكيد على أن القطاع بالمغرب، يعد بالشئ الكثير شريطة الاعتناء بالطاقات الشابة المغربية التي عبرت عن مستويات عالية، معطيا المثال بأكاديمية الموضة بالدار البيضاء التي أظهر بعض طلبتها مواهب فريدة.