المعهد الملكي للشرطة مختبر تكوين شرطي الغد
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم الاستفسارات المترشحين للمباريات العسكرية :: المترشحين لمباريات التوظيف بالادارة العامة للامن الوطني - Concour De Police
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المعهد الملكي للشرطة مختبر تكوين شرطي الغد
وسط أشجار الفلين المشكلة لغابة المعمورة، وبمدخل مدينة القنيطرة (على بعد حوالي كيلومترين بعد مغادرة الطريق السيار) شيد المعهد الملكي للشرطة سنة 1978، ليكون بذلك اللبنة الأساسية في تكوين شرطي الغد الذي سيعمل رفقة آخرين، على الحفاظ على أمن البلد.
"الصباح" قضت يوما كاملا داخل المعهد الملكي للشرطة ووقفت على تفاصيل الحياة خلف جدران المعهد التي لا يتردد المارة في محاولة اختراقها، بأعينهم على الأقل، لاستراق النظر، وحاولت بالكلمة والصورة نقل أهمها إلى القارئ...لنتابع
التحية العسكرية داخل المعهد الملكي للشرطة تسبق الكلمة، وإذا ما سبقت الكلمة التحية عن سهو أو عدم انتباه، خاصة من قبل المتدرب اتجاه موظف الشرطة، أو فيما بين المتدربين أنفسهم، حيث الأدنى درجة ملزم بتحية الأعلى منه درجة، فإن الأمر يعتبر خطأ قد يكلف صاحبه رد فعل قد يصل إلى حد العقوبة، حتى يتم دمجه في نظام المعهد، ومعه سلك الشرطة بأكمله، القائم أولا وأخيرا على الانضباط.
"الصباح" قضت يوما كاملا داخل المعهد الملكي للشرطة ووقفت على تفاصيل الحياة خلف جدران المعهد التي لا يتردد المارة في محاولة اختراقها، بأعينهم على الأقل، لاستراق النظر، وحاولت بالكلمة والصورة نقل أهمها إلى القارئ...لنتابع
التحية العسكرية داخل المعهد الملكي للشرطة تسبق الكلمة، وإذا ما سبقت الكلمة التحية عن سهو أو عدم انتباه، خاصة من قبل المتدرب اتجاه موظف الشرطة، أو فيما بين المتدربين أنفسهم، حيث الأدنى درجة ملزم بتحية الأعلى منه درجة، فإن الأمر يعتبر خطأ قد يكلف صاحبه رد فعل قد يصل إلى حد العقوبة، حتى يتم دمجه في نظام المعهد، ومعه سلك الشرطة بأكمله، القائم أولا وأخيرا على الانضباط.
الانضباط أساس التكوين
الساعة تقترب من الخامسة صباحا. الحركة داخل المعهد شبه منقطعة، باستثناء الأضواء التي تشعل بين الفينة والأخرى داخل غرف إقامة المتدربين من رجال الشرطة. هدوء يخيم على الفضاء سرعان ما تبدد بعد أن خرج عشرات المتدربين دفعة واحدة بلباسهم الموحد الذي لا تفرقه سوى ألوان الشارات المعلقة على الأكتاف التي ترمز كل واحدة منها إلى درجة حاملها (الأزرق بالنسبة لحارس الأمن، والأخضر للمفتش والرمادي لضابط شرطة، والأصفر لضابط الأمن والأحمر لعمداء الأمن).
تجمع العمداء في مكان وعلى مقربتهم الضباط ثم المفتشون والحراس، وهو نظام داخلي معمول به في إطار سياسة الانضباط المعتمدة، ثم توجهوا بحركات موحدة اتجاه الساحة الكبرى حيث من المنتظر أن يجروا تمارين رياضية كالمعتاد.
بعد حوالي ساعة يعود المتدربون إلى غرفهم بعد أن ابتلت ملابسهم بالعرق المتصبب منهم، يستحمون ويرتدون الملابس العسكرية ثم يعودون للاصطفاف من جديد قبل أن يتوجهوا إلى المطعم لتناول وجبة الإفطار.
داخل المطعم الانضباط له الكلمة الأولى، فالعمداء يجلسون في مكان خاص وضباط الشرطة كذلك وباقي الرتب، وإن كان الجميع يتناوبون الوجبات الغذائية نفسها.
بعد تناول وجبة الفطور يعود الجميع إلى الساحة الكبرى من جديد، وهذه المرة من أجل أداء تحية العلم، وهو طقس يومي يتم مع بداية كل صباح ونهاية المساء، يتم خلاله تثبيت العلم الوطني في مكانه بطريقة خاصة وبحركات مميزة، قبل أن يردد النشيد الوطني بصوت عال.
"تحية الواجب يجتمع خلالها جميع المتدربين، وبعد ذلك يتفرقون كل حسب جدول أعماله في ذاك اليوم" يقول علي امهاوش نائب رئيس الموارد البشرية مكلف بالتكوين والتعاون
تكوين شبه عسكري
"التدريس أو التكوين داخل المعهد الملكي للشرطة شبه عسكري، وهو يختلف حسب المستويات" يقول امهاوش محاولا تسليط الضوء على كيفية التكوين قبل أن يضيف "المرحلة الأولى تسمى التمهيد للحياة المهنية والثانية التطبيقات الميدانية والثالثة الرماية الفعلية"
التقسيم الزمني لهذه المراحل يختلف حسب المدة الواجب على المتدرب قضاءها في المعهد، والتي تختلف بدورها حسب رتبة المتدرب، إذ يقضي حارس الأمن ثمانية أشهر، ومفتش الشرطة عشرة أشهر، وضباط الشرطة وضباط الأمن 12 شهرا، وعمداء الشرطة 20 شهرا.
المرحلة الأولى أو مرحلة التمهيد للحياة المهنية تبدأ بمجرد دخول المتدرب إلى المعهد، إذ يتم حلق شعره "كيدير الزيرو" ثم يستفيد من بعض دروس الاندماج، وكذا تعلم بعض الأصول التي ستلازمه طيلة مساره (المشي العسكري، تقديم التحية، الوقوف بطريقة معينة...) بالإضافة إلى القيام بمجموعة من التمارين الرياضية التي تتطلب مجهودا كبيرا.
"الصرامة، العمل والمواظبة" هذه هي الخلاصة التي سيصل إليها المتدرب، وعليه الالتزام بها ما تبقى من التدريب.
كل من تخطى المرحلة الأولى بسلام سيندمج بشكل تلقائي في "السيستيم"، وهناك أشخاص يجدون صعوبة في التأقلم، وقد يعبرون عن رغبتهم في مغادرة المعهد، حينها تمنح لهم فرصة 48 ساعة للتفكير جيدا في الأمر، مخافة أن يكون القرار مرتبطا بظروف معينة.
بعد المرحلة الأولى يمر المتدرب إلى مرحلة التمهيد للحياة المهنية، وخلالها يتلقى مجموعة من تقنيات العمل التي سيلتزم بها طيلة مساره المهني. خلال هذه المرحلة تعطى للمتدرب دروس حول الإطار القانوني للمهنة، والتي تلزم موظف الشرطة أن تكون تدخلاته في إطار القانون، بالإضافة إلى دروس في الحريات العامة وحقوق الإنسان، من قبل أساتذة بالمعهد وآخرون من مختلف الجامعات المغربية وقضاة. كما يتلقى المتدرب خلال هذه المرحلة دروسا أخرى في الطب الشرعي وعلم الإجرام ومواد أخرى حتى تكون زادا له في حياته المهنية.
بعد الاندماج والتمهيد للحياة المهنية يمر المتدرب إلى مرحلة التطبيقات الميدانية، والتي يمكن أن تكون داخل المعهد من خلال المحاكاة، أو بتمكين المتدرب من فترة تمرين في مصالح الشرطة لتمكينه من لمس بعض خصوصيات العمل الأمني عن قرب، قبل المرور إلى المرحلة الرابعة وهي مرحلة الرماية بالخراطيش الفعلية.
جميع هذه المراحل تشكل ما يسمى داخل منظومة المعهد بالتكوين الأساسي الذي يهيء الشرطي المتدرب لممارسة وظيفته المستقبلية بالاعتماد على ترسانة بيداغوجية تهدف إلى المزاوجة بين المعرفة النظرية والتقنية من جهة، وحسن التحكم في السلوك المهني من جهة ثانية.
وعلاوة على التكوين الأساسي فهناك التكوين المستمر الذي يستفيد منه موظفو الشرطة كلما دعت الضرورة إلى ذلك، بهدف تحسين مستوياتهم المعرفية والرفع من عطائهم المهني وتحيين معلوماتهم حتى يواكبوا المستجدات الأمنية وتطور الجريمة والتقنيات المستعملة لمحاربتها.
"كل ما يروج في المجتمع يجد صدى له في التكوين داخل المعهد الملكي للشرطة" يقول محمد الطيب، رئيس قسم التوظيف والتكوين بالمعهد، محاولا إبراز مواكبة التكوين داخل المعهد لما يعاش في المجتمع وأحيانا فإن المعهد يستبق بعض الأمور، ولهذا، يضيف الطيب، برز متخصصون في الجريمة المعلوماتية وجرائم الأحداث وفرق إزالة الألغام...
وحتى تؤدى مهمة التدريب بنجاح فإن المعهد الملكي للشرطة يحرص على اتباع آخر تقنيات التدريس المعتمدة على مقاربة مشاركة المتدرب في كل شيء، وهو ما يتطلب إخضاع المكونين للتكوين كذلك سواء داخل المغرب أو خارجه.
ولا يقتصر المعهد على تكوين موظفي الشرطة، بل إنه منفتح على العديد من موظفي شرطة بدول عربية وإفريقية التي تزور المعهد بين الفينة والأخرى من أجل الاستفادة من تجارب رجاله، مثلما ينتقل موظفو الشرطة المغاربة إلى دول أخرى من أجل توسيع معارفهم.
الشرطي السليم في الجسم السليم
ممارسة مهنة شرطي تتطلب علاوة على التكوين النظري والتقني والميداني جسما سليما قادرا على وضع حد للمجرمين، ولهذا فإن معايير محددة وضعت لقبول طلب الراغبين في اجتياز إحدى المباريات الخاصة، بدءا بالخلو من الأمراض مرورا بطول القامة (متر و67 سنتمترا للنساء، ومتر و70 سنتمترا للعمداء وضباط الأمن و متر و73 سنتمترا لحراس الأمن).
وحتى يبقى هذا الجسم سليما يتم صقله بتمارين رياضية طيلة المسار التدريبي لشرطي الغد، إذ مباشرة بعد تحية العلم والنشيد الوطني تتفرق الجموع بحركات خاصة وموحدة بين جميع المتدربين. البعض يتوجه إلى القاعات من أجل التحصيل في حين يبدأ آخرون يومهم بالرياضة، التي تعتبر جزءا أساسيا من تكوين شرطي الغد.
"الرياضة تكون في الفضاءات الحرة وفي قاعات مغطاة" يقول محمد الطيب رئيس قسم التوظيف والتكوين وهو يشير بيديه لتوجيهنا نحو إحداها. صوت بعض المتدربين كان يسمع من الخارج، قبل أن نعاين شبابا مفتولي العضلات كانوا يمارسون بعض رياضات فنون الحرب.
"هؤلاء الشباب يتم اختيارهم من بين المتدربين، ويجب أن تتوفر فيهم شروط خاصة، من بينها البنية القوية وممارستهم إحدى رياضات فنون الحرب من قبل، ويتم صقل هذه المواهب" يقول امهاوش قبل أن يضيف وهو يطلب من أحد المتدربين أن يرفق بزميله "غالبا ما يتم استغلال هذه الطاقات في مهام خاصة تتطلب التوفر على مهارات معينة".
خارج القاعات المغطاة يمارس المتدربون الرياضة في الساحات الشاسعة التي تحيط بالمعهد الملكي للشرطة. يتوزع المتدربون على مجموعات حسب الرتبة دائما، وحسب المدة التي قضاها المتدرب في المعهد.
"الشهور الأولى تكون صعبة" يقول مدرب مكلف بفوج جديد، والذي يتميز غالبا بتوفر بعض المنتمين إليه على كميات لحم
زائد وبرؤوسهم الحليقة، وكذا أدائهم لحركات بشكل ثقيل، قبل أن يضيف "مع مرور الأيام تصبح الأمور أسهل".
غير بعيد عن فضاء الرياضة كان صوت الرصاص يسمع بين الفينة والأخرى. علمنا أن فوجا من العمداء كان يتدرب على إطلاق الرصاص، ومن بعيد بدا متدربون مصطفين بشكل منتظم عيونهم شاخصة نحو لوحات رسمت عليها نصف أجساد بشرية بلون أسود بارز، وقسم الجسد إلى مناطق محددة كتب عليها أرقام من 0 إلى 6 يتم الرجوع إليها بعد الانتهاء من الرماية لتحديد تنقيط المتدرب.
"الرماية هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن القول بأن التدريب فيه سيتم في وقت محدد، بالنظر إلى اختلاف قدرات ودرجة استيعاب المتدربين" يقول أمهاوش الذي عاد سنوات إلى الوراء ليحكي بعض الطرائف التي وقعت خلال التدريب، ومن بينها استسلام إحدى المتدربات للبكاء بعد إطلاقها أول رصاصة، بعد أن لم تستحمل الموقف.
عود على بدء
الفترة الزوالية تبتدئ حوالي الساعة الثانية والنصف، بعد أن يخلد المتدربون لفترة راحة مباشرة بعد تناول وجبة الغذاء، وتتوزع بدورها ما بين التدريس والرياضة أو حضور ندوات خاصة، قبل أن يلتقي الجميع في الساحة الكبرى، وينتقلوا بحركات مضبوطة وموحدة نحو الساحة الصغرى التي علق على أحد أعمدتها العلم الوطني، ليتم إنزاله وطيه بطريقة خاصة ووضعه في مكان خاص.
يتناول المتدربون وجبة العشاء، حوالي الساعة السابعة ويستفيدون من ساعة حرة بعد ذلك، يقضي فيها كل واحد منهم مآربه، قبل أن يخلد الجميع للنوم حوالي الساعة العاشرة مساء.
الأسبوع يمر على هذه الوتيرة وفي نهايته يستفيد المتدربون من العطلة، إذ يغادرون مساء الجمعة على أساس العودة مساء الأحد ما لم يرتكب أحدهم إحدى المخالفات المنصوص عليها في النظام الداخلي، والتي تقتضي في بعض الأحيان حرمانه منها.
خلاصة واحدة يخرج بها المتدرب قبل أن يغادر في نهاية تدريبه باب المعهد الملكي للشرطة، هي أن يكون دقيقا في كل شيء حتى تسهل عليه المهمة، وإذا صعبت عليه الأمور فعليه العودة من أجل التكوين من جديد في إطار التكوين المستمر.
الساعة تقترب من الخامسة صباحا. الحركة داخل المعهد شبه منقطعة، باستثناء الأضواء التي تشعل بين الفينة والأخرى داخل غرف إقامة المتدربين من رجال الشرطة. هدوء يخيم على الفضاء سرعان ما تبدد بعد أن خرج عشرات المتدربين دفعة واحدة بلباسهم الموحد الذي لا تفرقه سوى ألوان الشارات المعلقة على الأكتاف التي ترمز كل واحدة منها إلى درجة حاملها (الأزرق بالنسبة لحارس الأمن، والأخضر للمفتش والرمادي لضابط شرطة، والأصفر لضابط الأمن والأحمر لعمداء الأمن).
تجمع العمداء في مكان وعلى مقربتهم الضباط ثم المفتشون والحراس، وهو نظام داخلي معمول به في إطار سياسة الانضباط المعتمدة، ثم توجهوا بحركات موحدة اتجاه الساحة الكبرى حيث من المنتظر أن يجروا تمارين رياضية كالمعتاد.
بعد حوالي ساعة يعود المتدربون إلى غرفهم بعد أن ابتلت ملابسهم بالعرق المتصبب منهم، يستحمون ويرتدون الملابس العسكرية ثم يعودون للاصطفاف من جديد قبل أن يتوجهوا إلى المطعم لتناول وجبة الإفطار.
داخل المطعم الانضباط له الكلمة الأولى، فالعمداء يجلسون في مكان خاص وضباط الشرطة كذلك وباقي الرتب، وإن كان الجميع يتناوبون الوجبات الغذائية نفسها.
بعد تناول وجبة الفطور يعود الجميع إلى الساحة الكبرى من جديد، وهذه المرة من أجل أداء تحية العلم، وهو طقس يومي يتم مع بداية كل صباح ونهاية المساء، يتم خلاله تثبيت العلم الوطني في مكانه بطريقة خاصة وبحركات مميزة، قبل أن يردد النشيد الوطني بصوت عال.
"تحية الواجب يجتمع خلالها جميع المتدربين، وبعد ذلك يتفرقون كل حسب جدول أعماله في ذاك اليوم" يقول علي امهاوش نائب رئيس الموارد البشرية مكلف بالتكوين والتعاون
تكوين شبه عسكري
"التدريس أو التكوين داخل المعهد الملكي للشرطة شبه عسكري، وهو يختلف حسب المستويات" يقول امهاوش محاولا تسليط الضوء على كيفية التكوين قبل أن يضيف "المرحلة الأولى تسمى التمهيد للحياة المهنية والثانية التطبيقات الميدانية والثالثة الرماية الفعلية"
التقسيم الزمني لهذه المراحل يختلف حسب المدة الواجب على المتدرب قضاءها في المعهد، والتي تختلف بدورها حسب رتبة المتدرب، إذ يقضي حارس الأمن ثمانية أشهر، ومفتش الشرطة عشرة أشهر، وضباط الشرطة وضباط الأمن 12 شهرا، وعمداء الشرطة 20 شهرا.
المرحلة الأولى أو مرحلة التمهيد للحياة المهنية تبدأ بمجرد دخول المتدرب إلى المعهد، إذ يتم حلق شعره "كيدير الزيرو" ثم يستفيد من بعض دروس الاندماج، وكذا تعلم بعض الأصول التي ستلازمه طيلة مساره (المشي العسكري، تقديم التحية، الوقوف بطريقة معينة...) بالإضافة إلى القيام بمجموعة من التمارين الرياضية التي تتطلب مجهودا كبيرا.
"الصرامة، العمل والمواظبة" هذه هي الخلاصة التي سيصل إليها المتدرب، وعليه الالتزام بها ما تبقى من التدريب.
كل من تخطى المرحلة الأولى بسلام سيندمج بشكل تلقائي في "السيستيم"، وهناك أشخاص يجدون صعوبة في التأقلم، وقد يعبرون عن رغبتهم في مغادرة المعهد، حينها تمنح لهم فرصة 48 ساعة للتفكير جيدا في الأمر، مخافة أن يكون القرار مرتبطا بظروف معينة.
بعد المرحلة الأولى يمر المتدرب إلى مرحلة التمهيد للحياة المهنية، وخلالها يتلقى مجموعة من تقنيات العمل التي سيلتزم بها طيلة مساره المهني. خلال هذه المرحلة تعطى للمتدرب دروس حول الإطار القانوني للمهنة، والتي تلزم موظف الشرطة أن تكون تدخلاته في إطار القانون، بالإضافة إلى دروس في الحريات العامة وحقوق الإنسان، من قبل أساتذة بالمعهد وآخرون من مختلف الجامعات المغربية وقضاة. كما يتلقى المتدرب خلال هذه المرحلة دروسا أخرى في الطب الشرعي وعلم الإجرام ومواد أخرى حتى تكون زادا له في حياته المهنية.
بعد الاندماج والتمهيد للحياة المهنية يمر المتدرب إلى مرحلة التطبيقات الميدانية، والتي يمكن أن تكون داخل المعهد من خلال المحاكاة، أو بتمكين المتدرب من فترة تمرين في مصالح الشرطة لتمكينه من لمس بعض خصوصيات العمل الأمني عن قرب، قبل المرور إلى المرحلة الرابعة وهي مرحلة الرماية بالخراطيش الفعلية.
جميع هذه المراحل تشكل ما يسمى داخل منظومة المعهد بالتكوين الأساسي الذي يهيء الشرطي المتدرب لممارسة وظيفته المستقبلية بالاعتماد على ترسانة بيداغوجية تهدف إلى المزاوجة بين المعرفة النظرية والتقنية من جهة، وحسن التحكم في السلوك المهني من جهة ثانية.
وعلاوة على التكوين الأساسي فهناك التكوين المستمر الذي يستفيد منه موظفو الشرطة كلما دعت الضرورة إلى ذلك، بهدف تحسين مستوياتهم المعرفية والرفع من عطائهم المهني وتحيين معلوماتهم حتى يواكبوا المستجدات الأمنية وتطور الجريمة والتقنيات المستعملة لمحاربتها.
"كل ما يروج في المجتمع يجد صدى له في التكوين داخل المعهد الملكي للشرطة" يقول محمد الطيب، رئيس قسم التوظيف والتكوين بالمعهد، محاولا إبراز مواكبة التكوين داخل المعهد لما يعاش في المجتمع وأحيانا فإن المعهد يستبق بعض الأمور، ولهذا، يضيف الطيب، برز متخصصون في الجريمة المعلوماتية وجرائم الأحداث وفرق إزالة الألغام...
وحتى تؤدى مهمة التدريب بنجاح فإن المعهد الملكي للشرطة يحرص على اتباع آخر تقنيات التدريس المعتمدة على مقاربة مشاركة المتدرب في كل شيء، وهو ما يتطلب إخضاع المكونين للتكوين كذلك سواء داخل المغرب أو خارجه.
ولا يقتصر المعهد على تكوين موظفي الشرطة، بل إنه منفتح على العديد من موظفي شرطة بدول عربية وإفريقية التي تزور المعهد بين الفينة والأخرى من أجل الاستفادة من تجارب رجاله، مثلما ينتقل موظفو الشرطة المغاربة إلى دول أخرى من أجل توسيع معارفهم.
الشرطي السليم في الجسم السليم
ممارسة مهنة شرطي تتطلب علاوة على التكوين النظري والتقني والميداني جسما سليما قادرا على وضع حد للمجرمين، ولهذا فإن معايير محددة وضعت لقبول طلب الراغبين في اجتياز إحدى المباريات الخاصة، بدءا بالخلو من الأمراض مرورا بطول القامة (متر و67 سنتمترا للنساء، ومتر و70 سنتمترا للعمداء وضباط الأمن و متر و73 سنتمترا لحراس الأمن).
وحتى يبقى هذا الجسم سليما يتم صقله بتمارين رياضية طيلة المسار التدريبي لشرطي الغد، إذ مباشرة بعد تحية العلم والنشيد الوطني تتفرق الجموع بحركات خاصة وموحدة بين جميع المتدربين. البعض يتوجه إلى القاعات من أجل التحصيل في حين يبدأ آخرون يومهم بالرياضة، التي تعتبر جزءا أساسيا من تكوين شرطي الغد.
"الرياضة تكون في الفضاءات الحرة وفي قاعات مغطاة" يقول محمد الطيب رئيس قسم التوظيف والتكوين وهو يشير بيديه لتوجيهنا نحو إحداها. صوت بعض المتدربين كان يسمع من الخارج، قبل أن نعاين شبابا مفتولي العضلات كانوا يمارسون بعض رياضات فنون الحرب.
"هؤلاء الشباب يتم اختيارهم من بين المتدربين، ويجب أن تتوفر فيهم شروط خاصة، من بينها البنية القوية وممارستهم إحدى رياضات فنون الحرب من قبل، ويتم صقل هذه المواهب" يقول امهاوش قبل أن يضيف وهو يطلب من أحد المتدربين أن يرفق بزميله "غالبا ما يتم استغلال هذه الطاقات في مهام خاصة تتطلب التوفر على مهارات معينة".
خارج القاعات المغطاة يمارس المتدربون الرياضة في الساحات الشاسعة التي تحيط بالمعهد الملكي للشرطة. يتوزع المتدربون على مجموعات حسب الرتبة دائما، وحسب المدة التي قضاها المتدرب في المعهد.
"الشهور الأولى تكون صعبة" يقول مدرب مكلف بفوج جديد، والذي يتميز غالبا بتوفر بعض المنتمين إليه على كميات لحم
زائد وبرؤوسهم الحليقة، وكذا أدائهم لحركات بشكل ثقيل، قبل أن يضيف "مع مرور الأيام تصبح الأمور أسهل".
غير بعيد عن فضاء الرياضة كان صوت الرصاص يسمع بين الفينة والأخرى. علمنا أن فوجا من العمداء كان يتدرب على إطلاق الرصاص، ومن بعيد بدا متدربون مصطفين بشكل منتظم عيونهم شاخصة نحو لوحات رسمت عليها نصف أجساد بشرية بلون أسود بارز، وقسم الجسد إلى مناطق محددة كتب عليها أرقام من 0 إلى 6 يتم الرجوع إليها بعد الانتهاء من الرماية لتحديد تنقيط المتدرب.
"الرماية هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن القول بأن التدريب فيه سيتم في وقت محدد، بالنظر إلى اختلاف قدرات ودرجة استيعاب المتدربين" يقول أمهاوش الذي عاد سنوات إلى الوراء ليحكي بعض الطرائف التي وقعت خلال التدريب، ومن بينها استسلام إحدى المتدربات للبكاء بعد إطلاقها أول رصاصة، بعد أن لم تستحمل الموقف.
عود على بدء
الفترة الزوالية تبتدئ حوالي الساعة الثانية والنصف، بعد أن يخلد المتدربون لفترة راحة مباشرة بعد تناول وجبة الغذاء، وتتوزع بدورها ما بين التدريس والرياضة أو حضور ندوات خاصة، قبل أن يلتقي الجميع في الساحة الكبرى، وينتقلوا بحركات مضبوطة وموحدة نحو الساحة الصغرى التي علق على أحد أعمدتها العلم الوطني، ليتم إنزاله وطيه بطريقة خاصة ووضعه في مكان خاص.
يتناول المتدربون وجبة العشاء، حوالي الساعة السابعة ويستفيدون من ساعة حرة بعد ذلك، يقضي فيها كل واحد منهم مآربه، قبل أن يخلد الجميع للنوم حوالي الساعة العاشرة مساء.
الأسبوع يمر على هذه الوتيرة وفي نهايته يستفيد المتدربون من العطلة، إذ يغادرون مساء الجمعة على أساس العودة مساء الأحد ما لم يرتكب أحدهم إحدى المخالفات المنصوص عليها في النظام الداخلي، والتي تقتضي في بعض الأحيان حرمانه منها.
خلاصة واحدة يخرج بها المتدرب قبل أن يغادر في نهاية تدريبه باب المعهد الملكي للشرطة، هي أن يكون دقيقا في كل شيء حتى تسهل عليه المهمة، وإذا صعبت عليه الأمور فعليه العودة من أجل التكوين من جديد في إطار التكوين المستمر.
kessouss- المشاركات : 6
نقاط : 51452
الجنس :
المدينة : rabat
العمر : 38
التسجيل : 28/10/2010
رد: المعهد الملكي للشرطة مختبر تكوين شرطي الغد
merçi mon frére pour tout les informations...vraiment c'est 1 ére fois que je connais c'est ce qui a fait dans le stage ....merçi 2 éme fois...
sana2- المشاركات : 132
نقاط : 50712
الجنس :
المدينة : maroc
العمر : 34
التسجيل : 16/03/2011
kaphwan1- المشاركات : 49
نقاط : 51236
الجنس :
المدينة : marrakech
العمر : 44
التسجيل : 09/12/2010
zakinet- المشاركات : 881
نقاط : 55912
الجنس :
المدينة : paris
العمر : 43
التسجيل : 10/09/2010
ssimon- المشاركات : 155
نقاط : 52024
الجنس :
المدينة : salé
العمر : 36
التسجيل : 16/11/2010
sana2- المشاركات : 132
نقاط : 50712
الجنس :
المدينة : maroc
العمر : 34
التسجيل : 16/03/2011
mhaoui zakaria- المشاركات : 586
نقاط : 57125
الجنس :
المدينة : beni mellal
العمر : 36
التسجيل : 25/01/2010
kaka10- المشاركات : 54
نقاط : 50515
الجنس :
المدينة : الدار البيضاء
العمر : 42
التسجيل : 23/02/2011
nawara- المشاركات : 166
نقاط : 55436
الجنس :
المدينة : casablanca
العمر : 38
التسجيل : 17/12/2009
nawara- المشاركات : 166
نقاط : 55436
الجنس :
المدينة : casablanca
العمر : 38
التسجيل : 17/12/2009
EL FATHI SALIMA- المشاركات : 2
نقاط : 49390
الجنس :
المدينة : fes
العمر : 41
التسجيل : 18/05/2011
la-nature- المشاركات : 494
نقاط : 51952
الجنس :
المدينة : rabat
العمر : 37
العمل/الترفيه : الرياضة
التسجيل : 11/05/2011
pato25- المشاركات : 10
نقاط : 49490
الجنس :
المدينة : oujda
العمر : 40
التسجيل : 12/05/2011
رد: المعهد الملكي للشرطة مختبر تكوين شرطي الغد
merci mon fére pour ces details du stage
le dieu le pays le roi
le dieu le pays le roi
ظابط الأمن- المشاركات : 707
نقاط : 53109
الجنس :
المدينة : سوس ماسة درعة
العمر : 36
العمل/الترفيه : ضابط
التسجيل : 01/04/2011
مواضيع مماثلة
» المعهد الملكي للشرطة...مختبر صناعة شرطة الغد
» مرحل تكوين المعهد الملكي للشرطة بتفصيل
» المعهد الملكي للشرطة
» (((((((المعهد الملكي للشرطة))))))))
» رقم هاتف المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة
» مرحل تكوين المعهد الملكي للشرطة بتفصيل
» المعهد الملكي للشرطة
» (((((((المعهد الملكي للشرطة))))))))
» رقم هاتف المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة
موقع الوظيفة العمومية للدعم و المساعدة :: منتدى الوظيفة العمومية :: قسم الاستفسارات المترشحين للمباريات العسكرية :: المترشحين لمباريات التوظيف بالادارة العامة للامن الوطني - Concour De Police
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى